الجمعة، 08 أبريل 2022 - 07:42 م

بالمفهوم المتعارف عليه عالميا لا يوجد مجتمع مدنى فى مصرلكنه مجتمع أهلى به بعض ملامح المجتمع المدنى ، هو يلعب نشاطا مهما لكنه عشوائى ..

هكذا انتهت دراسة للمركز المصرى للدراسات الاقتصادية وترى أن هناك تطورا ملحوظا لخريطة الجمعيات الأهلية على المستوى الكمى بينما على المستوى الكيفى معظمها ــ إن وجدت ــ تتحول إلى وكيل أو فرع للجمعيات الكبرى .

ولذا الأمر يحتم ايقاظ هذا « المارد النائم» كما وصفته الدراسة بهدف دفع دوره وتعميق إسهاماته فى ظل غياب الرؤية التنموية عن المجتمع المدنى وتركيزه على الأدوار الخيرية. 

تلك الدراسة أوضحت الضعف الواضح فى طبيعة العمل الأهلى سواء الخيرى أو التنموى بالمحافظات الريفية والصعيد بجانب كون العديد من الأنشطة المتعلقة بالمرأة تنحصر فى المجتمع المدنى والقطاع غير الرسمى .

وهنا اقترحت  عدة إجراءات لإيقاظه  فى مقدمتها التركيز على التنمية الاقتصادية لأن ضعفها سبب أساسى فى ضعف دور المجتمع المدنى ، بجانب مراجعة لنظرة الدولة للمجتمع المدنى باعتباره شريكا تنمويا رئيسيا يساعدها فى تحقيق أهدافها الوطنية على المستوى المحلى .

ونجاح هذا النموذج يتطلب إفساح المجال له للعمل بحرية ومرونة مما يعنى حدا أدنى من التدخل الحكومى ودورا داعما من الدولة .

ودعت إلى تفعيل دور المحليات بتطبيق اللامركزية الإدارية من خلال الانتهاء من تعديلات قانون الإدارة المحلية وإقرار حوافز لتشجيع إنشاء الجمعيات وتفعيل الجمعيات غيرالنشطة والتوسع فى الأنشطة خاصة الاقتصادية مع دعم الدولة للجمعيات بالمناظق الفقيرة الأكثر احتياجا .

كما أن الشفافية والصراحة هما أولى خطوات الإصلاح  كما ترى د. نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى التى شاركت فى لقاء عقده المركز بصحبة نخبة من الخبراء فى محاولة جادة لإيقاظ هذا المارد النائم ، حيث استعرضت التطور التاريخى  للمجتمع المدنى قائلة إنه لم يكن أبدا ماردا منذ بدايته ومن المهم إفاقته ، فمنذ البداية وهو ضعيف وظل يضعف تدريجيا مع الوقت حتى أوائل هذا القرن .

وقالت إن عدد الجمعيات الأهلية تضاعف من 24 ألفا إلى أكثر من 54 ألفا فى الفترة من 2013 إلى 2015 وهو ما تسبب فى التشكيك حول ما إذا كانت تلك الزيادة الكبيرة وراءها صحوة مجتمعية أم عودة للجماعات مرة أخرى من الأبواب الخلفية .

ومن جانبها أيدت د. عبلة عبد اللطيف المديرة التنفيذية للمركز المصرى للدراسات الاقتصادية اقتراح د. القباج  بدراسة إنشاء أكاديمية للمجتمع المدنى وطالبت بأن تكون شرطا للعمل فى ذلك المجال ، وفى نفس الوقت أعربت عن مخاوفها من خطورة ما ذكرته الوزيرة من تنافس الوزارات على المجتمع المدنى حتى لا يتفكك الإطار المؤسسى المنظم لعمل الجمعيات .. 

وكلها مقترحات تصب فى خانة المحاولة الجادة لإيقاظ المارد النائم أو المغمى عليه !