الجمعة، 08 أبريل 2022 - 07:55 م

فزورة رمضان: أين ذهب الكلام الحلو الذى كنا نتبادله فى الصباح والمساء بود وذوق وبدون مناسبة؟ أين ذهب الكلام الحلو من لسان الكبير والصغير والسيدة والرجل؟

أين ذهب الكلام الحلو الذى كان يحمل دعوة حلوة وأمنية جميلة وبُشرة سعيدة وطاقة مبهجة؟ إننا لكى نعيش حياة أفضل يجب ألا نبخل فى منح الكلام الحلو الصادق، وأن يكون كلامنا الحلو من القلب، بسيطا وحقيقيا، إن كلمة حلوة أو كلمتين أغلى من الدواء!

بكلمة حلوة تستطيع أن تعيد رسم العالم!

املأ فَمّك بالكلام الحلو، امنح من حولك من الكلام الذى يسعد الروح ويفرح القلوب!

لا تكن بخيلا فى كلمة حلوة تمنحها لإنسان بائس.. لكى يسترد طاقته ويقاوم الحزن والخوف والألم.. الكلمة الحلوة.. حياة، وكما تعطيها عن طيب خاطر لغيرك.. سوف تستردها أضعافا حين تحتاج لها.. إننى ألاحظ أننا أصبحنا بخلاء فى كلامنا الحلو!

وهذا أمر خطير، يدل على أننا اعتدنا على القبح وعلى رصد الأخطاء والترصد لمن حولنا!

ألاحظ أن الناس تسكت عمدا عن إبداء اعجابها بالأشياء الجيدة التى يقوم بها شخص.. بينما يسارعون إلى تضخيم الأخطاء بشهوة ولذة !
الكلمة الحلوة هى المرايا التى ترى فيها نفسك، فإذا أردت أن ترى ابتسامتك.. قل كلمة حلوة لإنسان وسوف يردها لك ابتسامة فى وجهك ودعاء لروحك الطيبة!

الكلمة الحلوة هى قطرة الماء لإنسان على وشك الموت من العطش، هى طوق النجاة لمن يغرق من الفشل، هى سفينة نوح لمن داهمه طوفان الحزن!

ماذا نخسر اذا تبادلنا كلمات طيبة؟

ماذا نخسر إذا قلنا شكرا لإنسان صنع لنا معروفا ولو بسيطا؟

ماذا نخسر لو كذبنا كذبة بيضاء وضاعفنا لمن حولنا صفاتهم الجميلة لكى نحفزهم على الخروج من الاكتئاب والهزيمة!

إذا كان ابنك يذاكر ببطء.. شجعه لكى يضاعف ساعات المذاكرة بأوصاف تلهمه النجاح.. إذا كان شريك حياتك لديه بعض العيوب..

عالجها بالكلام عن مميزاته. ان نصف حالات الطلاق وأكثر بسبب عدم قدرة شريك الحياة على التفاهم مع شريكه الثاني!

الحياة ليست مباراة ملاكمة.. الفائز فيها من يسقط خصمه بالضربة القاضية أولا، الحياة حديقة جميلة تحتاج إلى الشمس والقمر إلى الهواء والماء إلى البهجة والمرح إلى الكلمة الحلوة التى يتبادلها طرفان فى أصعب الظروف..

الكلام الحلو الذى تقوله لإنسان قريب منك أو تقابله صدفة..

هو أنت، بقدر جمال روحك بقدر قدرتك على منح كلام حلو من روحك الحلوة. الكلام الحلو هو ثقتك بنفسك هو ابداعك هو معنى من معانى رُقيك ودرجة من درجات صفاء نفسك، كلما كنت فوق..

كلما كان عندك الشجاعة والبساطة والطاقة لتعطى كلام حلو يُحيى روح جافة ويطرح فيها اللون الأخضر من جديد.