يسرى الفخرانى
يسرى الفخرانى


فنجان قهوة

حكاية فارس شجاع!

أخبار اليوم

الجمعة، 22 أبريل 2022 - 06:22 م

وراء كل باب مُغلق أو موارب حكاية مؤلمة وقصة صعب أن نصدق حدوثها، فلا تتصور أن قصتك وحدها هى الأصعب ولا أنك تحمل وحدك كل آلام الدنيا..

كل صباح يخرج ملايين الناس إلى الحياة لا ليبدأ كل واحد يومه إنما ليخفى كل وجه وجعه، يأمل أن يذوب الوجع وسط قلوب الناس أو يجد قلبا يحمله أو يحميه أو يقتسم معه نصف الألم..

الابتسامات هى أكثر الأقنعة التى وراء كل ابتسامة سر و جرح وخط عريض من الخوف والإحباط..

لا تترك حزنك وتفتح دفاتر الذين يمرون فى حياتك يبتسمون كأن شيئاً لم يكن، كن فى جرحك حتى يشفى وفِى دموعك حتى تجف وفِى شقاء روحك حتى تطيب..

لا يحمل أحد شهادة ضمان ضد الكسر وضد الصدأ وضد الألم وضد الحزن، لا أحد حُفر على جلده أن لا وجع فى قلبه ولا شيئاً..

لا تصدق الوجوه التى تبدو مشدودة وتحسدهم على قِلة الهَم والأشواك، فأغلب الذين يفردون قامتهم ويتوارون خلف نافذة من زجاج.. يحاولون أن يستمروا فى الوقوف من أجل آخرين يحملون مسئوليتهم..

أعرف كثيراً من الأمهات كن يكتمن صرخاتهن من ألم السرطان حتى لا يعذبن أطفالهن من قسوة المرض ولكى يبقى لكل طفل ذكرى حلوة من أمه..

وأعرف آباء يتحملون خدش كبرياء قلوبهم من أجل قلم وكراسة لأبنائهم..

أعرف سيدات يحملن مسئولية بيت ويدبرن الجنيه لكى تصل بأولادها إلى الأمان. ورجال يواجهون مصائب الحياة دون أن يعرف أقرب الناس لهم .


تعددت الحكايات والألم واحد، ومن الشجاعة أن نتحمّل ونصرخ فى صمت يليق بقوتنا. نحتاج إلى أصدقاء شجعان يحملون عنا بعض قصتنا ونقتسم بعض قصتهم، نعم..

وهذا ليس زمن قِسمة السر والوجع والألم والحكاية للأسف. قليل من الناس يفعلها..

هؤلاء هم منحة السماء لكل أوجاع الأرض وأنا أطلب من الله فى الدعاء أن يضاعف عدد الذين يملكون سر البهجة وعصا السعادة، دراويش الحب وملائكة الرحمة..

لا تتوقف لكى تبكى من ألمك.. لكن لكى تقول يارب خلقتنى قويا وأنا قادر على أن أهزم آلامى واطوى أحزانى وأواجه العالم كل صباح بوجه باسم مشرق، وأن أحيا لكى أجعل الحياة أفضل .
قل يارب.. ستجد الله معك .


ستجد قلبك فارسا نبيلا وتجد أنك تحولت من مهزوم إلى منتصر ومن مكسور إلى محارب شجاع.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة