الإثنين، 25 أبريل 2022 - 05:50 م

بقلم: محمد يحيى يوسف

ما أجمل أن تستطيع فى بلدنا تغيير الجغرافيا البشرية للأماكن غير المشجعة  لبيئة العمل أو المحافظات البعيدة عن العاصمة، وذلك بشكل سريع وملحوظ رغم أن السنوات الماضية حاول الكثيرون فعل ذلك لكن دون فاعلية حقيقية.
فالجغرافيا البشريّة تزيد من العلاقات المتبادلة بين الناس والبيئة المحيطة بهم، بحيث تركز على التنظيم المكانى التى تتشكّل فيها حياة الناس وأنشطتهم وتفاعلاتهم مع طبيعة المكان بدلا من أن يكون نافرا لسكانه وأهله.

لاحظت ذلك وأنا فى زيارة خاصة لمدينة طنطا..  تلك المدينة الريفية الهادئة أو التى كنت أظن أنها كذلك ، وذهبت لطنطا فى زيارة مع صديقى «النشيط» العميد محمد مرجان رئيس أندية سيتى كلوب وكوكبة من رجال الرياضة والإعلام لحضور نهائى الدورة الرمضانية لرابطة سيتى كلوب، وقتها فقط فوجئت بتغير الجغرافيا البشرية والسياسية التى أحدثها نادى سيتى كلوب فى مدينة طنطا  بشكل كبير وجعل تلك المدينة جاذبة لأهلها على عكس وقت فات كان اغلب أهل المدينة ينزحون إلى العاصمة لعدم توافر اى فرص عمل أو وسائل ترفيه أو اى أنشطة اجتماعية فى مدينتهم.

لكن ما رأيته فى نادى سيتى كلوب فى طنطا يعد نجاحا كبيرا فى تغيير الجغرافيا البشرية والسياسية للمحافظات الريفية التى كانت تسعى لها الدولة من قديم الأزل  حتى لا ينتقل الشباب إلى العاصمة لعدم تقبلهم لفكرة البقاء فى مدنهم.

وأبهرنى فكر العميد مرجان برغبته فى تحويل تلك الأندية إلى أندية أولاد الذوات مثل: الجزيرة وهليوبوليس والصيد فى القاهرة مستغلا كافة علاقاته، بل اننى فوجئت بإنشاء ملعبين للعبة الجديدة «بادل تنس» فى فرع طنطا ، وسعدت أكثر عندما شاهدت بنفسى نهائى سباقات السباحة وسط أسر السباحين الصغار فى حمام السباحة الأوليمبى هناك ، بعد أن كانت فكرة وجود حمام سباحة اصلا مستحيلة.. كل ذلك يخدم بقوة الاقتصاد المصرى ويطور من اجتماعيات أهل الريف ويوفر لهم كل ما يحتاجونه وكانوا يحصلون عليه فقط خلال زيارة خاطفة للقاهرة أو ينقلون حياتهم للعاصمة من أجل إمتاع أولادهم.. فشكرا سيتى كلوب التى تحافظ على الجغرافيا البشرية للدولة من خلال 16 فرعا تقريبا فى محافظات مصر .