مديحة عزب
مديحة عزب


نقطة نظام

فى انتظار «اختيار ٤»

الأخبار

الثلاثاء، 03 مايو 2022 - 05:54 م

بقلم: مديحة عزب

مثلما أبهرنا فريق عمل مسلسل الاختيار لهذا العام وعلى رأسه المخرج العبقرى بيتر ميمى فنحن فى انتظار إبهارنا بإذن الله بجزء جديد فى العام القادم، فلا تزال هناك أحداث ووقائع جديرة بتسليط الضوء عليها فى جزء رابع حتى لا ننساها ولا تنساها الأجيال المتعاقبة، ولتحفظ فى ذاكرة الأمة شاهدا حيّا على ما حدث فى أعقاب نكبة يناير الشهيرة واكتوينا بناره لفترة طويلة إلى أن شاءت إرادة العلى القدير أن يهب رجل من قلب المؤسسة العسكرية لنجدة الشعب..

هذا البطل الذى لم يلتفت إلى الخطر الذى كان يتهدده شخصيا إذا لا قدر الله لم ينجح فى مهمته وإنما  التفت فقط لإنقاذ الوطن، فقد كان هذا هو كل ما يهمه، وقالها بأعلى صوت إنه لن يسمح بترويع الشعب وإرهابه ولابد من التدخل لإنقاذ الوطن من براثن أخطر جماعة على وجه الأرض.. لقد تميز المسلسل فى أجزائه الثلاثة السابقة بمستوى عالٍ من الحرفية والمهنية تم من خلاله بالصوت والصورة توثيق أحداث ووقائع عشناها جميعا، وعشنا تفاصيلها المؤلمة ورأينا بأعيننا كيف سعت الجماعة الإرهابية إلى كرسى الحكم فى مصر وكم أراقت من الدماء للوصول إليه والمحافظة عليه حتى بلغت الأمور فى بعض الأحيان حرق الأخضر واليابس فى سلسلة من العمليات الإرهابية الخسيسة شملت البلاد طولا وعرضا.. هم أهل الشر فعلا وقولا ولولا تضحيات أبطالنا من أبناء الجيش والشرطة وشهدائنا الذين جادوا بأرواحهم فداء للوطن ما كان لهذه العمليات القذرة من نهاية.. لقد أثار هذا المسلسل جنون الجماعة الإرهابية وما نراه الآن من ردود أفعال على فضائياتهم هو شيء متوقع فهم لا يملكون إلا السباب ولكن لم يجرؤ واحد منهم على إنكار التسجيلات الحية التى أذاعها المسلسل وفضحتهم وكسرت أعينهم أمام الجميع.. مرة ثانية أحيى جميع صناع هذا العمل الرائع والذى يبرهن أيضا على الريادة المصرية الدرامية.. 

إنسانية نادرة
قصة جميلة قرأتها مؤخرا تقدم دليلا على أن الإنسانية ليست جنسا لكل البشر وإنما هى رتبة يصل إليها فقط بعض البشر.. ففى خلال حفل زفاف شاهد أحد الحضور معلمه الذى كان يدرس له فى المرحلة الابتدائية قبل ثلاثين عاما، أقبل الشاب عليه يحييه بلهفة واشتياق ثم قال له بشىء من الخجل هل تتذكرنى يا أستاذى، فقال المعلم لا يا بنى.. قال الشاب بصوت ﺧﺎﻓﺖ : ﻛﻴﻒ ﻻ تتذكرنى.. فأﻧﺎ ذلك التلميذ الذى سرق ﺳﺎﻋﺔ زميله فى الفصل ولما اكتشفت السرقة ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﺎ أن ﻧﻘﻒ ﺟﻤﻴﻌﺎ فى طابور واحد ﻟﻴﺘﻢ ﺗﻔﺘﻴﺶ ﺟﻴﻮﺑﻨﺎ ونحن مغمضى الأعين ووجوهنا للحائط.. ثم أخذت ﺗﻔﺘﺶ ﺟﻴﻮﺑﻨﺎ واحدا بعد الآخر وعندما جاء دورى فى التفتيش ﺳﺤﺒﺖ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻲ وواصلت التفتيش إلى أن ﻓﺘﺸﺖ آﺧﺮ طالب، ثم ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﺎ الرجوع إﻟﻰ ﻣﻘﺎﻋﺪﻧﺎ فرجعت إلى مقعدى والرعب يملؤنى من الفضيحة التى تنتظرنى على الملأ وأمام اﻟﺠﻤﻴﻊ.. ولكنك فاجأتنى برد الساعة لصاحبها فى صمت وعدم إعلان اسمى كسارق للساعة.. وطوال ﺳﻨﻮات اﻟﺪراﺳﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺤﺪﺛﻨﻲ أو ﺗﻌﺎﺗﺒﻨﻲ ولم ﺗﺤﺪث أﺣﺪا ﻋﻨﻲ وﻋﻦ هذه الواقعة، وﻟﺬﻟﻚ ﻳﺎ معلمى ولم ﻣﻨﺬ ذك  اﻟﺤﻴﻦ ألا ولم أعود لهذه الفعلة الشنعاء أبدا.. ربّت اﻟﻤﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺗﻠﻤﻴﺬه واﺑﺘﺴﻢ ﻗﺎﺋﻼ :ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ اﺗﺬﻛﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ، لقد ﺗﻌﻤﺪت أن أﻓﺘﺸﻜﻢ وأﻧﺘﻢ ﻣﻐﻤﻀﻲ الأﻋﻴن ﻛﻲ ﻻ ﻳﻨﻔﻀﺢ أﻣﺮ اﻟﺴﺎرق أﻣﺎم زﻣﻼﺋﻪ، ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻪ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻫﻮ أﻧﻨﻲ أﻧﺎ أﻳﻀﺎ كنت ﻣﻐﻤﺾ اﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﻟﻴﻜﺘﻤﻞ اﻟﺴﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ أﺧﺬ اﻟﺴﺎﻋﺔ وﻻ ﻳﺘﺮﺳﺐ فى صدرى ﺷﻲء ﺿﺪه..
ما قل ودل :
كان نفسى يكون عندى أسرار محدش يعرفها ولما احكيها لحد يقول لى ياااااه كل السنين دى ومش راضى تتكلم ده انت جبل، لكن للأسف مش بتتبل فى بقى فولة .


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة