أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

لا أعبد ما تعبدون

أحمد عباس

الأحد، 15 مايو 2022 - 08:04 م

ولست متدينا على اطلاق المعنى، ولست بعاصِ بالحرف الواحد، أنا فقط مواطن مصرى مسلم، أقيم شعائر الدين متى أفاضت علىّ روحى، وأروح وأجىء بين الفرائض، أترنح. فأصيب مرة وأخطئ ألفا، وأحسن فى سجدة وأسرح مئات المرات، أنا كذلك فلا مدع ورع ولا حامٍ للدين.
لكنى أعتز جدا بعقيدتى وأحبها وأفضلها وأحمد الله أننى فُطرت عليها، فالله يعلم ضعف نفسى لو أننى ما ولدت على دينى ان كنت سأهتدى إليه، وليغفر لى الله ما أقول وأكتب.
ولست أغار على معتقدى فقط، فأحب كل دين سماوى نزل على رسول أو أوتى لنبي، وأقدره وأتواءم معه بل والله إننى أقدسه وأنحنى لرجال دينه وأخفض لهم صوتى وأعتدل فى مشيتي، وذلك ركن من شريعة انسانيتى وتربيتى وتعاليم كتابى السماوى المقدس.
والمسألة أن بعضا من خوف بدأ يسرى الى بدنى مؤخرا كلما تابعت موجات مُتعمدة لأفكار يتم الترويج لها عن قصد بل وسوء نية، نحن بها نُقبح الدين بأيدينا ولا أعرف لصالح من بالتحديد، لكننى اتساءل فى نفسى بهدوء مصطنع: ألا توجد جماعات أصولية تتخذ من الأديان الأخرى أستارا؟.. والاجابة نعم لكل دين أصوليوه وشواذه، لكن لماذا نحن فقط الذين نفعل ذلك بصورة ديننا؟!
لماذا نصور ونعرض ونسوّق ديننا بهذه الصورة؟ نحن اخترنا "كادرا" وحيدا من المشهد واجتزأناه وسلطنا عليه كل أضوائنا فبدا لو أن هذا هو الاسلام أو فى أحسن الأحوال ظهرنا كأننا -المسلمين- فرق وشعب لا تفعل شيئا سوى أنها تتناحر آناء الليل وأطراف النهار، فلا تفعل أكثر من أنها تكيد وتتربص ببعضها وتقتل بعضا، اذا كنا كذلك اخترنا تصدير الصورة فلماذا اذن نغضب من الغرب ونستميت أمامه لتبييض وجوهنا وتصليح صورة الدين، اذا كنا نريد لانفسنا خيرا ونريد بالدين إنصافا فلا أرانا نحتاج لشيء سوى أن نبرئ ساحتنا نحن مما فعلنا ونفعل به، أما الدين فوالله لا يحتاج لأفضلنا لينصره ولا ينتظر منا بطلا جديدا تفتح على يديه الممالك، فقط ابعدوا صورة السلاح عن أيدى المتمسحين بكلام الله.
بالمناسبة.. أصدقاؤنا وجيراننا المصريون منهم والعرب وحتى الأجانب يعرفوننا جيدا والله إنهم حتى يحبون ديننا، فلا داعى دائما للدفاع عن النفس معهم ولا للتبرير او التمادى فى ابداء الأسى للتنصل من قول يخرج من هنا أو هناك يمس نفوسهم أو شرعتهم، هم يأمنوننا ونحن كذلك وهذا يكفي.
وفى شأن اغتيال الفاضلة شيرين أبو عاقلة برصاص غدر الاحتلال الاسرائيلى الدموى الارهابى الأصولى الوقح، ان كان لى هنا تساؤل عن جواز الترحم على شيء فهل يجوز لنا الترحم على القضية العربية!، أما شيرين فأقسم أنها برغم مسيحيتها قدمت ما لم يقدمه ألف رجل مسلم، والرحمات تعرف أصحابها فتصيبهم أحياء وأمواتا، رحمة الله عليكِ يا شيرين أينما حللت.
مسألة أخيرة تؤرق رأسى لما تتبادر على ألسنة جهلاء، وأسأل ما المغزى من التفكير فى هواجس توحيد الدين،  هل فقط أن نبحث ما يجمع بين الأديان ونصنع منه شرعة جديدة نحكم بها -أعنى البشر- فيما بيننا، إذا كان ذلك فنحن فشلنا فى التعامل بالكتب الإلهية المُنزلة والمُنزهة، فهل بقى لنا استحداث كتاب أرضى ليجمعنا؟!

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة