الأحد، 22 مايو 2022 - 08:33 م

أن تأكل مما زرعت يداك .. أنت تلبس مما صنعت يداك فقد ملكت الدنيا ومافيها .. وتحمد الله عز وجل على نعمته عليك .هذا الشعور سيطر على كيانى ومشاعرى أول أمس .. فقد كان يوما تاريخيا فى حياة شعب مصر العظيم .. يوم من أيام الفخر والعز ونحن نتابع الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال افتتاحه مشروع « مستقبل مصر للإنتاج الزراعي» على طريق الضبعة .. كان هذا المشروع العظيم حلما تحول إلى واقع على الأرض .. من لا يملك قوت يومه لا يملك قراره أو رأيه .. ونحمد الله أن قيادتنا السياسية أدركت معنى تلك المقولة المهمة وسارعت إلى تدارك أخطاء الماضى وسعت إلى زراعة المحاصيل الأساسية وعلى رأسها القمح والذرة والشعير وغيرها من المحاصيل التى نحتاج إليها فى ظل الأزمات العالمية التى أثرت بشكل ملحوظ على إمدادات الغذاء فى دول كثيرة من العالم .

لسنوات طويلة خلت .. لم تتحرك أى حكومة لزيادة الرقعة الزراعية فى مصر ولم تكن تدرك « بقصد أو بدونه» تقاعسا وإهمالا .. قل ماشئت وظل الإنتاج الزراعى الذى كان يكفى عدة ملايين من السكان بالكاد يكفى اعتمادا على الاستيراد من الخارج حتى أصبح قرارنا بعيدا عن أيدينا .. وعلينا أن نتذكر ونعى أننا تعرضنا لأزمات شديدة فى عهد مبارك تعرضنا فى إحداها لمنع وصول القمح للبلاد ورفضت أستراليا وقتها إمدادنا بالقمح لعدم سداد ثمنه ولم تنقذنا سوى المملكة العربية السعودية التى قدمت لنا شحنات من القمح هدية للشعب المصرى .. طبعا كل الشكر للأخوة السعوديين لكن هل هكذا تحيا الشعوب .. معروف أن الدول الكبرى تستخدم هذا السلاح إذا اختلفت توجهاتك معهم .. وفى أزمة مثل الأزمة الأوكرانية وإغلاق الموانئ ماذا عسى أن تفعل الدول المستوردة للغذاء .. هل تترك شعبها يموت من الجوع أم تتنازل لكى لا تجوع ؟

ما رأيته يوم السبت شىء يعجز العقل عن وصفه .. شىء لم تفعله مصر من قبل .. كان مجرد حلم فقط وخيال يطوف بالذهن وأمنيات نتمنى أن تتحقق .. ونحمد الله أن هذا الحلم البعيد المنال تحقق على أيدى الرئيس عبد الفتاح السيسى عاشق مصر المحب لوطنه .. لا لكرسى الرئيس .. المواطن عبد الفتاح السيسى الذى جاءت به الأقدار فى ساعة امتحان للوطن فأوفى بما وعد .. وسيكتب التاريخ يوما لهذا الرجل الوطنى أنه أول من أضاف إلى الرقعة الزراعية فى مصر مليونى فدان تحمل خيرات الله وتقى المصريين من ذل السؤال .
مثلما اقتحم الرجل ملف العشوائيات الخطير الذى ظل مفتوحا لسنوات طويلة تجاوزت 50 عاما ولم يجرؤ أحد على الاقتراب منه ودخل فيه بثقة ووعى بخطورة استمراره ونجح فى حله بكل السبل الممكنة ونقل ناس العشوائيات إلى حياة كريمة تليق بهم .. هذا الرجل كان على موعد مع الوفاء بوعده لشعبه ونفذ مشروعات زراعية عدة ليضيف رقعة زراعية جديدة وبديلة فى الصحراء المترامية لينشئ مدنا زراعية وصناعية كانت مرسومة فى الخيال لتصبح حقيقة يراها كل الناس واقعا ملموسا . على مدى 30 عاما فى عهد الرئيس المخلوع لم تزد رقعة الأرض الزراعية شبرا واحدا .. بل تآكلت تماما فى عهده وتحولت إلى بيوت ومساكن بسبب الرشاوى الانتخابية التى كان يقدمها نواب الشعب قبل كل انتخابات .. تم تجريف الأرض ليختفى الزرع وتموت الحياة فى القرى والريف ولم يعد أمامنا إلا الاستيراد من دول كانت بجرة قلم تمنع عنا غذاءنا .. اليوم يبدأ الرئيس السيسى مشروعه الكبير العملاق فى إعادة رقعة زراعية جديدة وشريان حياة لم نكن نحلم أن يتم تنفيذه .

نحن يا سيدى الرئيس ندفع اليوم إجراءات لم تلتفت الدولة لها خلال العقود الماضية لكننا بفضل الله وبوعدك الذى قطعته على نفسك قبل 8 سنوات سوف ننهض وسوف نأكل مما تصنع أدينا .
تحية ممزوجة بمشاعر العرفان لقواتنا المسلحة التى تحارب الإرهاب وتساندنا فى تنفيذ المشروعات القومية.