مديحة عزب
مديحة عزب


نقطة نظام

«الأخبار» سبعون عامًا من الريادة الصحفية

الأخبار

الثلاثاء، 14 يونيو 2022 - 06:35 م

بقلم: مديحة عزب

«الأخبار» جريدتنا الحبيبة تكمل هذا العام سبعين عاماً من عمرها المديد بإذن الله.. رحلة نجاح طويلة حققتها الأخبار عبر أجيال من الصحفيين أفنوا حياتهم فى ظلها، عاشوا وماتوا وهى حبهم الأول واهتمامهم الأكبر، وكان التوءمان العباقرة مصطفى وعلى أمين واللذان أسساها وأخرجاها للوجود على أرض الواقع قبل هذا العام بسبعين سنة هما القدوة للمئات من الصحفيين الذين حظوا بالعمل فى الجريدة والانضمام إلى صفوف محرريها.. وقد تميزت الأخبار منذ نشأتها باللغة الصحفية الخفيفة والجميلة والجملة القصيرة التى لا تقطع نفس القارئ ولكن تجذبه لقراءتها دون أن تغرقه فى بحر الفصحى بألفاظها المتقعرة العميقة مثلما كانت تفعل الجرائد الأخرى وقتها، الأمر الذى كان له أكبر الأثر فى تحقيق نجاح باهر شهد به القاصى والدانى، وتحققت به لأول مرة فى مصر معدلات توزيع صحفية غير مسبوقة..

وبالتالى بدأت الجرائد الأخرى والتى عافرت لكى لا تسقط كما سقط غيرها بسبب ظهور الأخبار وتغلق أبوابها بالضبة والمفتاح لتدنى أرقام توزيعها إلى الحضيض بدأت تدريجيا تتخلى عن لغتها الصحفية المتقعرة وتحذو حذو الأخبار فى اللغة التى تقدم بها المادة الصحفية.. أما لو تكلمنا عن المادة الصحفية والسبق الذى حققته الأخبار فى هذا المجال فسنجد دون أى مجاملة أنها هى التى جعلت الخبر هو الأهم على الإطلاق وخصصت الصفحة الأولى بها لنشر الأخبار فقط وحرصت على أن تضم هذه الصفحة يوميا أكبر عدد من الأخبار الهامة، على أساس أن الخبر هو سيد المواد الصحفية وهو الذى يعلو على أى شىء آخر.. وبينما كانت الجرائد الأخرى وقتئذ تهتم غاية الاهتمام وبالدرجة الأولى بالمقالات وتجعل لها الأولوية فى النشر حتى أن الصفحات الأولى فى تلك الجرائد كانت مخصصة بالكامل لنشر المقالات، كانت الأخبار قد سبقت فى مجال آخر وهو مجال المتابعات الصحفية، أى أنها لم تكتف بتقديم الخبر وإنما كانت تتابعه من حيث التنفيذ أو التوقف أو الإلغاء، أى بعبارة أخرى تقدم إجابات شافية وافية عن علامات الاستفهام الخمسة المبنى عليها أى خبر فى الدنيا وهى من وماذا ولماذا وكيف ومتى.. الحقيقة أن أى منصف فى الدنيا لابد أن يشهد بريادة الأخبار فى هذا المجال رغم أنه قد سبقتها فى الوجود جرائد أخرى ولكنها كغثاء السيل ذهبت كما جاءت إلا من قليل جدا مازال يعافر معافرة لكى يلحق بالأخبار.. ريادة صحفية حققتها الأخبار منذ ظهورها وإلى الآن جعلت منها مدرسة الصحافة العملية الأولى فى منطقتنا العربية.. وفى هذا المجال لا أنسى إطلاقا كلمة قالها الأستاذ الكبير موسى صبرى فى أحد اجتماعات السبت الأسبوعية التى كانت ومازالت تنعقد حتى الآن وغير مقصورة على رؤساء الأقسام فقط بل يحضرها كافة المحررين من كافة الأقسام وكان يترأسها فى الماضى على أيامى مدير التحرير المرحوم أحمد زين إلا من بعض الاستثناءات التى كانت ترتبط بأحداث هامة فكان الأستاذ موسى صبرى هو الذى يعقدها فى صالة التحرير فى الدور الأول فى مبنى الأخبار القديم بشارع الصحافة.. قال الأستاذ موسى صبرى فى أحد هذه الاجتماعات إن الأخبار هى الجريدة الوحيدة التى يجد القارئ فيها ما يقرأه فى كل صفحة من صفحاتها من الأولى إلى الأخيرة، بينما فى الجرائد الأخرى يقلب القارئ صفحاتها بالجملة دون أن يقرأ فيها كلمة واحدة.. شهادة حق أعلنها أسطى الأسطوات كما كان يسميه أعداؤه قبل أصدقائه.. والحمد لله كثيرا أن خص الله سبحانه وتعالى الأخبار بخيرة أبنائها وأكثرهم خبرة ودراية ليناوبوا عبر سنوات طوال الجلوس على مقعد رئيس التحرير ليتواصل النجاح لعقود من الزمن وإلى أن يشاء الله بإذن الله..
ما قل ودل:
اوعى فى يوم تعيط على اللى فات، استنى اللى جاى وعيط على كله مرة واحدة..


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة