صفاء نوار
صفاء نوار


آسفين ياست!

صفاء نوار

الأربعاء، 22 يونيو 2022 - 05:57 م

منذ شهور شاهدت فيلما مرعبا من أفلام الواقع بطله طالب أمريكى يقتل ثلاثة من زملائه من أجل حبيبته فى ولاية ميتشجان ومنذ أيام عشنا فيلما مرعبا جديدا هنا فى مصر فى مدينة المنصورة الجميلة وأمام جامعتها، بطلها طالب بكلية الآداب قتل زميلته نيرة مدعيا أنها حبيبته!

ماذا جرى للحب وهل هذا هو الحب الذى تعلمناه فى صبانا، وأين العلم الذى تعلمه هذا القاتل المفروض انه متعلم ومثقف لكن يبدو أنه لا علم ولا ثقافة ولا آداب،.. بشهادة الدماء البريئة النقية على أسوار الجامعة التى حاولت الضحية الهروب إليها خوفا ورعبا من زميلها!

لكنه يؤكد لنا أنه يجب إعادة النظر فى حبنا وفننا ونظام تعليمنا وعدم جعل كل همه الامتحانات وتطويرها ومنع الغش دون النظر لمحتوى العملية التعليمية!
كفاية حرام حقيقى أرجوك لم تعد أعصابنا تحتمل، أكرر رجائى ليس لشخص بذاته ولا أب ولا وزير ولا وزارة لكنى أخاطب ذلك الاختراع العجيب الذى بهدلنا وبهدل الإنسانية، وهو السوشيال ميديا الذى جعل أفلام هوليوود التى كانت تتساقط فيها الضحايا كالعصافير حقيقة وواقعا يتضاءل أمامه خيال أعتى المؤلفين، لو كنا فى مجتمع إنسانى طبيعى كنا شاهدنا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية مئات القصص الإنسانية والمقاطع عن عمليات الإنقاذ والفرار البدائية فى أفغانستان التى ضربها زلزال أمس الأول فأحال عشرات القرى إلى رماد وجعل آلاف الأسر العائشة تحت خط الفقر بعد أن ضربها زلزال الاحتلال على مدى عقود فلم يترك فيه بناء حديثا يوفر أى قدر من الأمن للبشر، لكن البيوت الطينية التى تركها المحتل الأمريكى على حالها وترك سكانها يعانون الفقر والجهل والمرض.. وضعت السكان الغلابة بعد الهزة الأرضية أمام خيارين أحلاهما فى مرارة البؤس، إما مصابين أو موتى لم نسمع كثيرا عن استمرار الأمل فى ناجين تحت الأنقاض!

عقل السوشيال ميديا لم يعد ينشغل كثيرا بالهم الإنسانى أو مواقف الفطرة الإنسانية ومشاعر العطف والنبل وحب الحياة لكنه يموت فى عشق الفضائح والدماء وأصوات الرصاص وتخضيب الدماء البريئة لنصل السكاكين، وهتك الأعراض وفضح أسرار الأسر ومغامرات المراهقين من أجل رواج اختراع الصحافة الجديدة الباحثة عن التريند، الذى حول العالم من العيش فى قرية واحدة إلى العيش تحت سقف واحد بلا حياء ولا قيم ولا آداب، ولا أملك إلا الاعتذار للست أم كلثوم التى علمتنا أن الحب عمره ما طرح غير الهنا وغير الفرح!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة