أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

شيزلونج السعادة

أحمد عباس

الأحد، 26 يونيو 2022 - 09:10 م

اليوم لا شأن جديد هنا، مجرد عناوين معادة التدوير وقضايا ممتدة ومسائل صارت واضحة ولم تعد تتخبى.. منها مثلا اعلانات شيزلونج السعادة الذى يلاحقك فى كل مكان ويعدك بأوقات رائعة وتجربة لم تعيشها من قبل.


بالطبع التضخم لايزال ينهش العالم والركود بدأ بالفعل والناس تحجم عن الشراء والعمالة فى المصانع تغادر أعمالها بلا بديل، والرئيس الأمريكى چو بايدن يسقط من دراجته أمام الكاميرات وباراك أوباما يسرب أخبارًا من خلف الكواليس، وأمريكا تفرض شروطًا جديدة على حمل السلاح للأفراد بجميع الولايات.


روسيا تصمم على وصفها بالعملية العسكرية المحدودة دون ذكر أهداف واضحة تتوقف عقب تحقيقها الحرب ولا تحدد زمنًا لانتهاء «العملية»، وأوكرانيا لاتزال على قناعتها بقدرتها على المقاومة. موسكو تبيع الغاز بأسعار «سوق سودة» للمعسكر الشرقى بالهند والصين والحلفاء وخزانات هذه الدول تمتلئ.


المجاعات تجتاح افريقيا والتصحر يضرب كل أخضر والجفاف يسرى فى عروق الأرض فيتركها جرداء، الأردن أيضًا يعانى نقصًا حادًا فى مياه الشرب والحكومة تتوجه لاستيراد المياه، واعلان شيزلونج السعادة يحاصرك أينما تذهب.


الزيادة السكانية تتسارع فى مصر، والمحكمة العليا فى أمريكا تعدل قانون الاجهاض فى البلد وتسمح به بضوابط لأول مرة منذ خمسين عامًا بعدما كان حقًا تقرره الحامل وحدها متى شاءت كواحدة من الحريات الغريبة والرئيس ورئيسة البرلمان يعتبران الحكم ردة ويصفانه باليوم الأسود على جميع الولايات.
شركات الطيران تصرخ من اقلاع البشر عن السفر وتطلب دعم الحكومات وسعر التذكرة يتضاعف بفعل سعر الوقود، والمؤثرون ينصحون الناس بعدم ارتياد الطائرات لأى رحلة يقل زمنها عن سبع ساعات وينصحون بالقطار فيما بين دول أوروبا، أو بين الولايات فى أمريكا.
فرنسا تقود أوروبا الى حيث لا تعرف والرئيس الفرنسى يخسر الأغلبية فى انتخابات داخلية ومجموعة دول السبع الصناعية الكبرى تجتمع فى قصر منيف بألمانيا لبحث سبل تنفيذ خطط مجلس قيادة العالم، وعروض خاصة جدًا على شيزلونج السعادة بمناسبة عيد الأب.
ألمانيا تعود لوقود العصر الحجرى وتعيد الاستثمار فى قطاع الفحم وليست متأكدة ان كان ذلك يضر بالبيئة أم أن درء الضرر أهم من جلب المنفعة وتعكف على اعداد مبرراتها أمام مؤتمر المناخ القادم بشرم الشيخ، وانجلترا تواجه كوارث العالم منفردة بعد تخارجها من الاتحاد الأوروبى.
زلزال مدمر يضرب أفغانستان وجهود الانقاذ شبه معدومة والناس محاصرون أعلى الجبال فى انتظار نجدة لا تصل، ولبنان يواجه كارثة عدم توافر الخبز والطوابير تلف أنحاء البلد والشباب يبحثون عن مهرب آمن من بيروت ولا ضوء وشيك فى آخر النفق، فلا أفغانستان ولا لبنان عاد منهما منفعة للغرب المرتبك. الكويت يحل البرلمان ويحذر من موجة غبار ضارية تضرب البلاد وتحجب الرؤية وتسد الأفق ويحظر الخروج على أصحاب الأمراض الصدرية والمزمنة.
الغرب يتهم روسيا بالتسبب فى أزمة غذاء عالمية بسبب توقف تصدير القمح الأوكرانى ويسمح بممرات آمنة للغذاء والفارين ويتهم كييف بتلغيم البحر، ويصف الغرب بـ»مفتعلى أزمة»!
امتحانات الثانوية العامة تتواصل بلا صوت لا فرحة ولا نحيب كأنها «مابقتش فارقة»، والفنانة المغمورة تقول انها ليست مختفية لكنها فى اجازة مرضية بعدما حسدتها عين حاسدة وقالت لها «رجليكى حلوة» دون أن تسم الله وتطمئن جمهورها على سرعة العودة.
ادارة مهرجان الجونة تعلن عدم اتمام الدورة الحالية دون اسباب واضحة ونجيب ساويرس يقود «دى جى» بأحد بارات الزمالك، و«عَم دهب» يتربع على شيزلونج السعادة.

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة