مؤمن خليفة
مؤمن خليفة


بدون أقنعة

أولويات الحوار الوطنى

مؤمن خليفة

الأحد، 26 يونيو 2022 - 09:26 م

ماذا نريد من جلسات الحوار الوطنى .. ولماذا أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى دعوته لكل القوى السياسية من أجل حوار وطنى بناء يحقق أهداف الدولة المصرية وينهض بها نحو آفاق جديدة ؟
اختار الرئيس السيسى حفل إفطار الأسرة المصرية نهاية رمضان الماضى ليطلق دعوته بغرض جمع الصف وتوحيد الرؤى وأجمل ما فى هذه الدعوة أنها وجهت لجميع القوى السياسية والأحزاب للمشاركة برأيها دون وضع قيود على المناقشات بمعنى أن كل مشارك سيتمكن من طرح رؤيته كما يراها والجميع مندمج فى الحوار بلا أجندات مسبقة ولذلك أعلنت معظم النقابات المهنية عن مشاركتها بورقة عمل تعكس مطالبها من الدولة وبما يحقق الهدف المنشود من هذا الحوار الوطنى .


الحوار هو أن يسمع بعضنا بعضا .. أن نتناقش ونتفاهم حول القضايا محل اهتمام الجميع .. أن نتكلم بصراحة فيما هو آت وأن نضع حلولا والجميل أنه حوار مفتوح ومستمر حول مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها مع انفتاح رب الأسرة المصرية الرئيس عبد الفتاح السيسى على كل الآراء من أجل حوار وطنى شامل دون تمييز وتقبل الرأى الآخر فى إطار من الالتزام الوطنى .. ولذا رأينا الأكاديمية الوطنية للتدريب المسئولة عن صياغة هذا الحوار الوطنى تعلن أنها سوف تشرف على إدارة الحوار الوطنى دون التدخل فى مضمون أو محتوى ما يتم مناقشته وأنه سيكون خطوة مهمة لتحديد أولويات العمل الوطنى وتدشين ملامح الجمهورية الجديدة التى تقبل بآراء الجميع .


والملاحظ أن القوى السياسية والمدنية رحبت بدعوة الرئيس باعتبارها فرصة جيدة لتبادل الرأى عبر النقاش المفتوح والموضوعى فى القضايا المهمة بين مختلف فئات الشعب .


ولضمان تمثيل الجميع فى الحوار أكدت الأكاديمية الوطنية للتدريب أنها ستعتمد على توسيع قاعدة المشاركة فى الحوار .
من جانبى أرى أن مشاركة المعارضة بكل أطيافها فى الحوار الوطنى مقبول ومحترم بما هو فى صالح بناء الوطن وبداية عقد اجتماعى جديد فهناك ملفات مهمة وملحة يجب أن تطرح على مائدة الحوار ولكنى ضد مشاركة كل من تلوثت أيديهم بالدماء وأعنى جماعة الإخوان الذين حملوا السلاح فى مواجهة المصريين فمثل هؤلاء لا مكان لهم فى الحوار الوطنى مهما فعلوا لأننا لا نستطيع التسامح مع من أرادوا قتلنا وإرهابنا بالقوة .. هؤلاء لا عهد لهم ولا ذمة ولا يمكن قبولهم فى حوار يتصف بالوطنية .


توقيت هذا الحوار هو توقيت مهم للغاية وقد استقرت أوضاع الدولة المصرية بعد سنوات طويلة من الحرب على الإرهاب وكذلك بعد العدد الكبير من المشروعات القومية العملاقة التى تمت على الأرض المصرية واستقرار الحياة التشريعية فى وجود غرفتى البرلمان (النواب والشيوخ) وأيضا بعد برنامج الإصلاح الاقتصادى الشامل الذى جنب مصر الكثير من المخاطر بشهادة البعثات والمؤسسات المالية العالمية وكذلك الاستقرار السياسى الذى تشهده مصر منذ عام 2014 حينما تولى الرئيس السيسى الحكم وحرصه على تنفيذ أجندة الإصلاح فى كافة المجالات مع إعطاء الأولوية لبعض الملفات التى كان يراها ضرورية لاستكمال مؤسسات الدولة .


وللحق أقول :إن ثورة 30 يونيو التى نحتفل بها خلال أيام كانت المحرك الأساسى لما نحن فيه الآن وأنه لولا انتفاضة الشعب المصرى فى مواجهة قوى الظلام وخلع الإخوان من سدة الحكم بمساعدة القوات المسلحة لما كنا هنا الآن ندعو لحوار وطنى لأن مصر كانت على شفا الانهيار وكانت فى طريقها إلى التقسيم كما يحدث فى بلدان مجاورة لنا ما تزال تعيش تحت وطأة الحرب والصراعات .


كل ما نأمله من الحوار الوطنى وأثق أنه سوف يتحقق على كافة الأصعدة فكلنا اجتمعنا على المشاركة فى ثورة 30 يونيو كونها طاقة النور التى أضاءت ظلمة مصر فى عام الإخوان وكلنا سنجتمع مجددا ونلتئم فى حوار الهدف منه استكمال مسيرة 30 يونيو والانطلاق نحو «الجمهورية الجديدة» بعزم وإصرار .

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة