علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


عيبى إنى متواضع!

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 29 يونيو 2022 - 07:05 م

رد مستفز يروق لبعض نجوم المجتمع تبنيه فى إجاباتهم عند توجيه سؤال يتعلق بعيوبه أو نقطة ضعفه، عندئذ يطأطئ رأسه، ويرسم على شفتيه ابتسامة صفراء، وتتحول نبرة صوته، ليصفع المستمع أو المشاهد بهذه الجملة الفارغة!

التواضع بالفعل فضيلة سامية، وقيمة رفيعة، يتميز من يتسم بها بصفات أولها نبذ الاستعلاء على خلق الله، والاستكبار على من هو أقل شأنا، ومن ثم البعد عن التعالى على الآخرين، إدراكا من المتواضع حقا أن الله خلق البشر متساوين، لا فضل لأحد على الآخر إلا بالتقوى والعمل الصالح، بالإنجاز والتفوق، فتلك فقط هى علامات التميز، ومن يفهمها حق الفهم يتمسك بتواضعه لا العكس.

الغريب أن الكثير من هؤلاء المدعين تزخر حياتهم بحكايات وقصص ومواقف تكاد أن تكون بلا حصر، تفضح تعاليهم وكبرهم، وتباهيهم بما أنعم الله عليهم، ليس شكرا لواهب النعم، وإنما بطرا وطغيانا، مصداقا لقوله تعالى: «كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى»، فبعض الناس حين يصبح ذا غنى وثراء يجاوز الحد ويستكبر حتى على ربه! فما بال حاله مع العباد؟!

المتواضع المدعى تتضخم ذاته، تكاد أن تنفجر، فالأنا عنده مركز الكون، فإن كان فنانا فلا فن قبله ولا بعده، تتضاءل النجوم أمام سطوة إشعاعه! وإن كان رياضيا ادعى أنه صاحب الرصيد الأعلى، وأن الزمان يتوقف عنده،!! أما إذا كان منغمسا فى عمل عام، فإن على الجميع أن يحذو حذوه، وأن يكون لهم النموذج والمثال! وحدث ولا حرج عن نجوم الإعلام الفضائى الذين يصادرون على الجميع، ولا يحاورون إلا أنفسهم، ثم يدعى كل واحد منهم أنه بكل تواضع الأول بلا منازع!

المشكلة الجوهرية أن كثيرا من هؤلاء المدعين يتحولون بنجوميتهم إلى قدوة سيئة لأجيال من الشباب، ويتم تشويش مفهوم قيم مهمة كالتواضع بمعناه الحقيقى، فيركبون رؤوسهم تكبرا واستعلاء ثم يدعون التواضع! بينما الحقيقة تشى بأن هذا السلوك إنما ينم عن أعلى درجات الفقر الإنسانى مهما حاز المرء من ثروة أو جاه.
السوى حقا يدرك تماما أن التواضع ليس عيبا، ما دام الإنسان يقدر نفسه حق قدرها بعيدا عن التكبر والغرور.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة