أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

التنوير كسبنا كتير

أحمد عباس

الأحد، 10 يوليه 2022 - 09:16 م

ماذا يحدث هناك، نعم هناك.. حيث تجمع التنويريون الجدد، تنويريون فيسبوك وتويتر ودجالو الفضائيات القدامى ومدعو الكتابة فى عصور سابقة وسارقو الآراء ووجهات النظر، ماذا يحدث بينهم وعلام يتفاوضون، تبدو مفاوضات وشراكات ليست مناقشات وسجالات لتبادل العلم والرأي، فنحن لا نسمع عراكهم سوى وقت تقسيم الغنائم.

ويهتم التنويريون الجدد عادة بكل ما لا يهم سوى من يستضيفهم ويتفاعل معهم عبر كل منصة ممكنة. لكن دعنا من ذلك ولنكن موضوعيين أكثر ونتفاهم ما هو التنوير أصلا، ما تعريفه!. امنحنى تعريفا واحدا إذا كنا ننوى التفاهم لنقف على أرض مشتركة، أما أن أصحو ذات فجر لأجد هذه الخناقة القديمة غيرت وجوهها وأصواتها واستعادت ذاتها وتجددت، لا هذا والله استسهال واستهبال.

طبقات «الميك اب» باتت مؤذية لهيئة الرجال أكثر من النساء، وعمليات التجميل حلت المشاكل التى لا تداويها فرشاة «الكنتور» فى تصغير الأنف وتكبير الشفة ورفع الخد وتحديد الملامح وزراعة الشعر أرخص من تذكرة الطائرة الى باريس.

رائحة البارفانات الحريمى والرجالى تهفهف من الشاشات المصرية والعربية والأجنبية أحيانًا - متى لعب الحظ لعبته وأرسل دولارات - والجلابيب والكراڤتات الحرير لمعتها تخرج لنا نحن المشاهدين ألسنتها وتصفعنا على قفانا كفوفا متتالية، والأقلام ماركة «مون بلان» الألمانية بين أصابع الزهاد تتغير كل حلقة بلون الزى «الأوت فيت»، حتى الجبب والأفاطين تلونت بالأحمر والكهرمانى والفستقى والزهرى والسيمون، والعصى مقابضها منحوتة من فضة إيطالى مثقلة أبلاتين، ولا أعرف شيء عن حسابات البنوك ذلك أنها شخصية، ولا أهتم كثيرا لشأن الممتلكات والأصول ولا أطعن بفساد أحد ولست حسودا حتى الآن.

لكن لى سؤال وحيد.. هل ستبدأون من جديد!

كل ذلك ولم يجيبنى أحد.. ماذا يحدث هناك حيث هؤلاء الجمع، لماذا هذه الجلبة علام الخلاف!، أظنه عراكا لا يرقى لدرجة الجدل ولا ينفع أحدا سوى التنويريين الجدد، ولست أنزعج بسهولة من أى طارئ مستجد ولكن الصخب زائد عن حده، الناس مهمومة بأشياء -حتى- لم يعد من ضمنها الدين ولا التدين، فلا بقضية فرضية الحجاب أو عدمه، ولا تصحيح الخطاب ولا تجديد التراث او الغائه، ولا بتقصير الثوب أو اسداله أو تعرف ربما تجد نفسك مجرورا الى سؤال لم تُحسم اجابته بعد وهو ماذا يرى الشاب من الفتاة اذا تقدم لخطبتها هل كفيها فقط ووجهها أم قدمها أيضًا، وأقسم أن هذه مسائل مفتعلة من بابها فإذا لم نوجد عنوانا لن يكون هناك موضوع وبالتالى لا أكل عيش.

المجتمع مشروخ بذبح نيرة ونحر زوجة قاض وأشياء أخرى، وأنتم تأخذوننا الى متاهات مظلمة لا تنوير فيها، الناس تسعى على رزقها وعيشها ومعاشها وتعليم العيال وسعر المسحوق وزجاجة الزيت وأقساط المدرسة وأنتم تقودونا الى حلقات مفرغة، دوائر منمقة للتشتيت لا للجمع، تستهلكونا لشهرتكم أنتم وأرصدة تربو فى البنوك وسيارات فاخرة، تستنفدونا فى هباء وتقبضون أنتم إعلانات مضيئة بالنيون بعرض الطريق بينما تتعالون علينا من نوافذكم.

ولست مُلما أو خبيرا أنا بحقيقة «التنوير» هذا، إذا كان له أصل أو علم أو سند يُستدل به. هل هو كلام مرسل أو وجهات نظر أصحابها أم عنعنات أم نعيق فقط.

سيقولون -طبعا- إننى ضد التنوير وأميل للظلامية وأصولى الهوى وذكورى ورجل شرقى ومن جيل الصحف الورقية وأحمل مِنشة من ذيل فرس عربى كل ذلك سيقال وأكثر وأنا لا أهتم وليلعننى اللاعنون أنا أقول ما أراه وأمضي.. وكل ما أراه أن التنوير كسبنا كتير.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة