غادة زين العابدين
غادة زين العابدين


غادة زين العابدين تكتب: التسول بحجة ٧ «عيال» !!

غادة زين العابدين

الثلاثاء، 02 أغسطس 2022 - 06:07 م

قالت لى إحدى صديقاتى انها فوجئت بالسيدة التى تساعدها فى أعمال المنزل تشكو لها الفقر وسوء الحال وتقول لها بمنتهى الجد والجرأة : «بصراحة المفروض الناس القادرة، تتولى مسئولية ولادنا ،حضرتك يا أستاذة عندك اتنين، لكن أنا عندى ٧ عيال أربيهم إزاى ».
ووسط ذهول صديقتى ردت عليها قائلة:

« أنا أنجبت اتنين علشان أعرف أربيهم ، انتى جبتى ٧ علشان تشوفى حد يربيهم ويصرف عليهم؟!!!»
بالمناسبة، صديقتى ليست من الأثرياء، بل امرأة عاملة، كافحت على ابنيها بعد وفاة زوجها،فلم تدخر مليما لنفسها ، بل أنفقت عليهما كل ما تملك لتحسن تربيتهما، مثلها مثل كل أبناء الطبقة المتوسطة «الشقيانة»، وهى تستعين بمن تساعدها فى اعمال المنزل لصعوبة ظروف عملها .

وبعيدا عن السيدة التى تعمل لدى صديقتى ،والتى كشفت عن الحقد الذى يملأ قلبها، فهذا للأسف هو المنطق الذى يتبناه ما يقرب من ٣٠٪ ومن المصريين، الذين وضعوا أنفسهم على خط الفقر بإرادتهم، وهو نفس المنطق الذى يقف وراء الآلاف من جرائم السرقة التى يرى السارق فيها أنه فقير، وأنه يأخذ «حقه» من الأثرياء، وهو أيضا نفس المنطق الذى يقف أيضا وراء انتشار ظاهرة التسول باسم وحجة «العيال».

حكاية صديقتى ذكرتنى بمشهد عبقرى معبر ، فى فيلم ٢٠٠ جنيه ، المشهد يضم خالد الصاوى وهو رجل يبدو ثريا ، يعيش فى قصر كبير، وأمامه خادمة فقيرة تنظف القصر الكبير، ويملأها الحقد تجاه هذا «العز » الذى تراه، وتقارن بين فقرها وأبنائها ، وبين أحوال هذا الثرى الذى لا يعرف معنى الفقر.

هذا هو ما يراه المشاهد، لكن الحقيقة شيء آخر، فالرجل تعثرت اعماله وفقد ثروته ويبيع مصاغ زوجته، ليدفع مصروفات أبناءه فى الجامعات الأجنبية، ويسد الحد الأدنى من التزاماته، حتى لا يفقد سمعته فى السوق، والخادمة بالطبع لا تشعر بكل ذلك ولا ترى سوى البذخ والترف، بل وتبحث عن حقها فى هذا الترف.

وطبقا لتصريحات وزيرة التخطيط فإن معدلات الإنجاب فى مصر تتخطى ٥ أطفال فى العديد من المحافظات،ووفقا لبيانات جهاز الاحصاء فإن مصر بها ٢٥ مليون أسرة ، و١٨٪ من هذه الأسر يزيد عدد أفرادها على ٦ أفراد وقد يصل لأكثر من ١٠ أفراد ، و٨٠٪  من هذه الأسر من الفقراء.

وإذا كان منطق وفكر هؤلاء أن من حقهم إنجاب الأبناء بلا حساب ، ومن واجب الأغنياء الإنفاق على أبنائهم ، فهذا منطق ينسف كل جهود تنظيم الأسرة ، ويتطلب وضعه فى الحسبان عند وضع الخطط والاستراتيجيات والسياسات التى تستهدف مواجهة مشكلة الزيادة السكانية، حتى لا تصبح كل جهود تنظيم الأسرة فى وادٍ، والواقع فى وادٍ آخر.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة