محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب


محمد عبدالوهاب يكتب: الصفقة الكبرى

محمد عبدالوهاب

الجمعة، 12 أغسطس 2022 - 05:20 م

الأحداث السياسية المعقدة والمتلاحقة والمتصاعدة تجعل العالم كله يترقب الصفقة الكبرى التى لايعرف احد شكلها او من يتقاسمها.  الرئيس الأمريكى جو بايدن الذى يصارع معدلات أدنى درجات الرضا عن إدارته فى استطلاعات الرأى وكابوس الأداء الاقتصادى السلبى ويلاحقه هاجس الانتخابات النصفية القريبة جداً يقلق ادارته وهو فى امس الحاجة إلى صفقة عاجلة وبايدن بحاجة لتسجيل أى مكاسب وبسرعة فى عصر الصفقات الذى يتنافس عليه الكبار الصين وروسيا وامريكا بشكل اساسى والشركاء ينتظرون نصيبهم.

أوروبا الشريك الاساسى لواشنطن تبحث عن الصفقة الأنسب التى تمكنها من الخروج من الاعتماد الكلى على الغاز الروسى بأقل التكاليف الممكنة مع إيجاد مخرج آمن لإيقاف الحرب بين روسيا وأوكرانيا لأن دعم الحرب أوروبياً غير قابل للاستمرار لفترة طويلة بسبب تداعيات التكلفة الاقتصادية الناتجة عن ذلك وروسيا تريد ألا تخرج مهزومة وهى من زاد اوجاع العالم كله.

وتدخل الصين الصفقة لكن عينها على تايوان وتراها الصفقة الأفضل لها فى صراعها مع الغرب الذى يدعم مصالحها الاقتصادية بامتياز والصين الطامعة فى ضمها إلى الوطن الأم والاستفادة من مقومات الاقتصاد التايوانى الناجح والذى يضم أهم شركة مصنعة لشرائح الكمبيوتر فى العالم وإحدى أهم شركات النقل البحرى والجوى فى العالم وغيرهما من الشركات المهمة ولن تقبل بكين الاستسلام او ترك تايوان للغرب.

وأى صفقة لن تكون طهران خارجها وإيران تبحث عن صفقة لها فى المنطقة فوضعها فى لبنان لا يطمئن وتسعى للفوز بأى مكتسبات بعد تأزم دورها فى سوريا واليمن وتسعى طهران لتحصل على نصيب من الصفقة المرتقبة مدعومة بتراجع ادارة بايدن عن موقفها من الاتفاق النووى.

ويأتى العراق والذى يتزعم المشهد به هو مقتدى الصدر الذى يستغل الغضب الشعبى المتزايد من التدخلات الخارجية فى بلاد الرافدين  وهو صاحب التأييد الجماهيرى العريض ومن الممكن ان يكون جزءاً من الصفقة اضافة الى ليبيا وسوريا التى تتداخل فيها صراعات الكبار وشكل الصفقة الكبرى لم يتحدد بعد لكنها ربما تكون صفقة القرن التى ستغير شكل العلاقات الدولية وستكون على حساب الدول الصغيرة. الصفقة قادمة لامحالة ولكن شكلها والمستفيدون منها تحسمها الشهور القادمة.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة