ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


ريهاب عبدالوهاب تكتب: طباخ السم

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 19 أغسطس 2022 - 05:42 م

يتفق الخبراء على أن موجة الجفاف التى تتعرض لها أوروبا اليوم، والتى أثرت على 63٪ من دول الاتحاد الأوروبى، هى الأسوأ منذ ٥٠٠ عام. فلأول مرة تختفى تماما روافد بعض الأنهار مثل نهرىّ «لوار» و«دوردون» فى فرنسا، وينخفض منسوب المياه فى أنهار حيوية مثل الراين والدانوب والتايمز لمستويات تعرقل حركة الملاحة، وهو ما تسبب بأضرار جسيمة لقطاعات التجارة والنقل والصناعة، وفاقم أزمتى الغذاء والطاقة الحاليتين.

فانخفاض منسوب المياه فى نهر الراين - أحد أعمدة الاقتصاد فى ألمانيا وهولندا وسويسرا- يجعل المرور عبره تقريبا مستحيلا ما يعيق حوالى 80٪ من البضائع التى يتم شحنها عبر الممرات المائية الداخلية فى ألمانيا ويعرقل تدفقات شحنات الديزل والفحم.وكذلك الحال بالنسبة لنهر الدانوب، الذى يشق وسط أوروبا وصولا للبحر الأسود، والذى لم يعد يسمح بإبحار سوى سفينة متوسطة وزنها 1600 طن، وبدون حمولة ما يعيق تجارة الحبوب وغيرها من البضائع.

الأزمة أيضاً تعرقل خطط أوروبا بزيادة الشحن البحرى بنسبة 25٪ كإحدى أولويات التحول للأخضر وتدفعها للعودة لوسائل النقل البرى وهو ما سيزيد الطلب على النفط حيث ان استبدال حمولة سفينة متوسطة يحتاج ما بين 40 و100 شاحنة، كما سيتسبب انخفاض معدلات توليد الطاقة الكهرومائية بسبب نقص المياه ايضا فى زيادة الطلب على الغاز وهو ما يعنى استمرار ارتفاع أسعار الطاقة.. كذلك ستؤثر قلة المياه على المحاصيل الزراعية ما يفاقم أزمة الغذاء فى العالم. وعلى سبيل المثال أعلنت إيطاليا تضررإنتاج الذرة والأرز بسبب ضعف تدفق نهر «بو».ونفس النقص يهدد ألمانيا وفرنسا ورومانيا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا وبولندا والمجر وسلوفينيا وكرواتيا.

كل هذه الأزمات التى تضرب الغرب اليوم من حرائق وموجات جفاف وأزمات غذاء هى فواتير ظلت الدول الفقيرة والنامية تسددها لسنوات نتيجة للتغيرات المناخية الناجمة عن الانبعاثات الكربونية لتلك الدول..وربما حان الوقت اليوم «لطباخ السم أن يتذوقه».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة