ريم الزاهد
ريم الزاهد


ببساطة

تورتة وحاجة ساقعة و«ساعة سمارت»!

ريم الزاهد

السبت، 20 أغسطس 2022 - 06:48 م

باتت أعياد ميلاد الأطفال خدمة ٥ نجوم، ولهم متطلبات فاقت حدود التفكير؛ ويأتى كل هذا تحت شعار «مواكبة العصر» والتكنولوجيا التى دخلت كل بيت ومحت براءة الأطفال والاستمتاع بأحلى أوقات حياتهم، فأصبحوا مبرمجين مثل الأجهزة التى يتعاملون معها، كل شيء أصبح سريعا للغاية ويحدث فى لمح البصر، ولكن استوقفنى طلب من طفلة لم تتعد العاشرة من عمرها وتتحدث وكأنها فى العقد العشرين من العمر ؛ عند طلبها من والدتها إحياء حفل عيد ميلادها على «حمام السباحة» مع أصدقائها، وطلبت هدية عيد ميلادها ساعة «سمارت» لكى تشعر بالمساواة مع من حولها كما طلبت قضاء يوم كامل فى العين السخنة مع أصدقائها.

الذهول تملكنى للحظة واسترجعت أعياد ميلاد طفولتى البريئة التى كان كل ما به «تورتة مصنوعة من أيدى جدتى، و «حاجة ساقعة» وانتظر اللعب التى يجلبها أهلى وأصدقائى لى، والتى تحولت فى يومنا هذا إلى أجهزة إلكترونية فقط، وأصبحت اللعب القديمة مثل العرائس الباربى والسيارات الكهربائية فى خبر كان، وحل محلها اللعب الإلكترونية التى أصبحت قنبلة موقوتة فى أيدى الأطفال بعد إعلان شركات «ديزني» الخاصة بأفلام الكارتون لشخصيات تعتمد على المثلية الجنسية، ونشرها فى أغلب الألعاب وبشكل مباشر والإعلانات أيضاً ؛ولا يمكن السيطرة عليه فهناك توجهات خطيرة لتدمير جيل المستقبل وسجنه خلف الشاشات الالكترونية، ببساطة كانت الحياة جميلة بكل ما فيها واستطاعا والدى ووالدتى أن يصنعا لى ذكريات جميلة ؛ أحكى عنها لإبنى فى المستقبل كما قررت أن أتبع الطرق القديمة فى تربيته وأجعله يعتاد على ما اعتدت أنا عليه مع عائلتى الصغيرة. 

نداء لكل أب وأم «استعيدوا براءة الطفولة ولا تنجرفوا وراء التكنولوجيا المدمرة».. فهى تمحو الذكريات الجميلة وتصنع مستقبلا مظلما لا يعرفه أحد، راقبوا أطفالكم وأجعلوا بينكم حبلا من الود والصداقة فهى طوق النجاة من هلاك السوشيال ميديا والالكترونيات.. اصنعوا معهم ذكريات حقيقية .. لا تعطوهم الحب أجهزة وماديات..  أعطوهم مشاعر..  لا تصنعوا بينكم وبينهم المسافات..  كونوا لهم أصدقاء قبل أن تكونوا لهم أباء..  حافظوا على براءتهم.. وأصنعوا جيلا سويا للمستقبل.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة