ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


ريهاب عبدالوهاب تكتب: الحرب المحظورة

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 02 سبتمبر 2022 - 05:36 م

مع اشتعال الصراع بين المعسكرين الشرقى المتمثل فى روسيا والصين، والغربى الذى يضم اوروبا وأمريكا، بدأت وسائل الإعلام تتحدث عن احتمالية اندلاع حرب نووية محدودة، خاصة وان غالبية أطراف الصراع قوى نووية بالفعل.والحقيقة ان اضافة كلمة «محدودة» لا تنزع عن تلك الحرب صفتها التدميرية ولا تقلل من آثارها التى ستطال العالم كله.

فوفقاً لدراسة لمجلة «ناتشر فوود»، فإن نزاعًا نوويًا «صغيراَ» يشمل أقل من 3٪ من مخزون العالم النووى يمكن أن يؤدى لمجاعة جماعية وموت حوالى 2.5 مليار شخص بخلاف الملايين الذين سيموتون فوراً من الانفجارات والحرائق، والذين سيموتون لاحقاً بسبب الإشعاع.

وعلى الرغم من أن الحرب قد تستمر فقط لأيام، إلا أن تأثيراتها المناخية ستستمر لأكثر من عقد وذلك لأن ملايين الأطنان من الدخان والسخام الناتج عن القنابل النووية تترسب فى الغلاف الجوى العلوى، متسببة فى حجب الشمس وخفض درجات الحرارة لدرجة تدمر المحاصيل وتقلل إنتاج الماشية.

ووفقاً للدراسة سينخفض إنتاج الغذاء العالمى بنسبة 7٪ فى الــ 5 سنوات الأولى بعد حرب نووية «محدودة». وسيبقى أكثر من 250 مليون شخص بدون طعام بعد عامين فقط من الحرب. كذلك سيتوقف توزيع الغذاء العالمى لسنوات، حيث ستوقف الدول المصدّرة للغذاء التجارة وتركز على إطعام سكانها، وهذا سيجعل النقص الناجم عن الحرب أسوأ فى البلدان المستوردة، خاصة فى الشرق الأوسط وأفريقيا وشرق آسيا، ما قد يسبب مجاعة جماعية. أضف لذلك طبقة الأوزون التى سيتدمر حوالى 25٪ منها ما يعرضنا للأشعة فوق البنفسجية ويؤدى لزيادة المشكلات الصحية.

وحيث أن هذا هو السيناريو الأقل ضرراً لحرب نووية «محدودة»، علينا ان نذكّر قادة العالم بما جاء فى بيان الرئيس الامريكى ريجان والروسى جورباتشوف فى قمتهما بجنيف عام 1985، والذى أكد عليه «بالكلمات» القادة الحاليون للصين وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا والولايات المتحدة فى بيان مشترك هذا العام. «لا يمكن كسب حرب نووية ولا يجب خوضها أبدًا».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة