صفاء نوار
صفاء نوار


مجرد سؤال

رايحين على فين!

صفاء نوار

الأربعاء، 14 سبتمبر 2022 - 06:17 م

طلب منا أستاذنا وأستاذ الصحافة الراحل مصطفى أمين وكنا طلابا تحت التمرين عمل تحقيق عن شكل الحياة الاجتماعية عام 2000، وجدنا غالبية الشباب يرفض عمل زوجته، ووضعنا الاستطلاع أمام مصطفى بيك، فضحك ثم قال لنا بتحد وكأنه يتنبأ بالمستقبل: عمل المرأة سيكون أساسيا فى الألفية الجديدة، ولن يوجد بيت بعد 20 سنة يستطيع أن يحيا على راتب واحد فقط، ستشهدون ارتفاعا فى الأسعار وأزمات شديدة وحروبا أشكال وألوان، وسيكون تعليم المرأة وخروجها للعمل ضرورة وليس رفاهية، وستعمل حبا فى زوجها الذى يلهث معها، فلن توجد دولة فى العالم تعمل بنصف طاقتها، الحياة تزداد تعقيدا، ولا مكان فى المستقبل لعاطل أو غير متعلم، ثم ضحك أستاذنا ساخرا حتى الذين يرفضوا أن تعمل زوجاتهم هم أول من سيبحثون لها عن عمل يناسبها!

ومرت اثنان وعشرون سنة بعد عام ٢٠٠٠، وصار الجدل سيد الموقف، المرأة ملزمة أو غير ملزمة.. تريد المرتب ولا تريد الرضاعة والحمل ووجع التربية،

نريد أن نترك المرأة فى حالها، تتعلم، تتزوج ..تعمل، وتربى عيالها.. الدوران لا ينفصلان.. نريد توفير ظروف ادمية تساعدها ان تعين زوجها على الحياة.. وتربية أبناء نافعين، لقد أثبتت التجارب أنهما كفيلان بتنظيم حياتهما معا، كما اعتادا منذ أبينا آدم وأمنا حواء!

نريد حضانة تقبل الطفل دون عذاب، نريد مسؤولين على دراية ومهارة، لا يشترطون اختبارات تعقد الطفل وأهله وتجعلهم يتفرغون للبحث عن مدرسة فى بير السلم، نريد حضانة يديرها مربى فاضل يقبل ابنهما ذا الثلاثة أعوام بمصاريف تناسب أسرة شابة..

نريد مدارس غير استغلالية تكوينا بأسعار مبالغ فيها،

حرام أن يعود الطفل من المدرسة بحاجة الى مدرسة اخرى، فلا تجد الأسرة وقتا لتربية ولا فسح ولعب ولا واجبات اجتماعية، أصبح التعليم بلا تربية، أهملنا حصص الدين وتركنا كتب القراءة التى تضم نصوصا شعرية وقرآنية ونصائح وحكما غير مباشرة يحفظها التلميذ فتمثل كنزا من المعلومات، فوجدنا العنف والإدمان والقتل وجرائم غريبة تديرها وتتحكم فيها السوشيال ميديا،

نريد من كل طرف فى الحياة الزوجية أن يتحمل مسؤولياته كما تنبأ مصطفى امين، فالحياة لا تحتمل ان يبقى نصف المجتمع عاطلا، والنصف الآخر لا يعرف رايحين على فين!
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة