ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


ريهاب عبدالوهاب تكتب: لليمين در

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 30 سبتمبر 2022 - 06:38 م

خلال شهر واحد صعدت امرأتان لرئاسة الحكومة فى دولة أوروبية وذلك بعد فوز حزب جورجيا ميلونى فى الانتخابات الايطالية الاسبوع الماضى ومن قبلها تولت ليز تراس رئاسة الحكومة البريطانية خلفاً لبوريس جونسون اول سبتمبر. والحقيقة ان القاسم المشترك الأكثر لفتاً للانتباه بين تراس وميلونى من كونهما أناثا انتماؤهما لتيار اليمين. فتراس القادمة من خلفية يسارية تحولت من الوسطية إلى اليمينية بعد دخولها حزب المحافظين،اما ميلونى فتقود حزب «أخوان ايطاليا» اليمينى المتطرف وبفوزها ستشكّل اول حكومة يمينية فى ايطاليا منذ موسولينى. 

والمتابع للانتخابات الاوروبية سيلاحظ صعوداً متنامياً لتيار اليمين المتطرف فى السنوات الأخيرة. ففى نفس هذا الشهر حصد تكتل مؤلف من 4 أحزاب يمينية فى السويد مكاسب كبيرة فى الانتخابات.وفى أبريل الماضى حصلت مارين لوبان، زعيمة حزب التجمع الوطنى فى فرنسا، على 41.8 ٪ فى الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة أمام ماكرون. وفى يونيو فاز حزب التجمع الوطنى اليمينى بـ89 مقعدا فى الانتخابات البرلمانية، فى أكبر انتصار للأحزاب اليمينية فى فرنسا. وفى نفس الشهر فاز حزب «فيدس» اليمينى البلغارى بأغلبية الثلثين فى الانتخابات. كذلك أعيد انتخاب فيكتور أوربان، زعيم الحزب اليمينى رئيس وزراء للمرة الرابعة فى المجر. 

ويشير صعود تيار اليمين المتطرف الشعبوى فى البلدان المشار إليها وغيرها، كرومانيا والنمسا وإسبانيا إلى تحول يسترعى الانتباه فى توجهات الناخب الأوروبى الذى صار أكثر ميلاً للأفكار اليمينية التى تقوم على النزعة القومية ومناهضة الهجرة وحماية التقاليد والأعراف والتحفظ تجاه أفكار العولمة والتغيير وتقبل الآخر. وما جعل هذه الأفكار اكثر جاذبية لرجل الشارع تدهور الأوضاع الاقتصادية المستمر منذ أزمة كورونا اتصالاً بالحرب فى أوكرانيا مما حفّز الشعور بضرورة التمترس بالداخل. ويخشى المحللون من ان ينتهى الأمر بتحلل القيم الأوروبية بشكل تدريجى يصل فى نهاية المطاف لتفكك الاتحاد الأوروبى وانهياره. اما نحن فنخشى ما يمكن ان يمثله سيطرة هذا التيار من تهديد لملايين المسلمين المنتشرين فى أنحاء اوروبا.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة