مؤمن خليفة
مؤمن خليفة


بدون أقنعة

تبة الشجرة

مؤمن خليفة

الأحد، 09 أكتوبر 2022 - 08:11 م

ليس من رأى كمن سمع.. مقولة حقيقية شاهدتها بعينى داخل خط بارليف أكبر خط حصين فى العالم ومعجزة إسرائيلية بكل المقاييس استولى عليه مقاتلونا الأبطال خلال ساعات قليلة بعد العبور العظيم  لشرق القناة.. كانت لحظة العبور حلما لهؤلاء الأبطال بعد أن طال انتظاره 6 سنوات.. كان الشعب المصرى كله ينتظر ذلك اليوم المجيد فى تاريخ العسكرية المصرية وكانت المشاهد فى الشوارع والمدن أكبر تعبير عن فرحة المصريين بنصر أكتوبر العظيم.. تحية إلى أرواح شهدائنا الذين ضحوا بالغالى والنفيس من أجل مصر.. وتحية لكل مصابى الحرب الذين رسموا الفرحة على وجوهنا يوم 6 أكتوبر 1973.. وتحية واجبة للزعيم الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام.


أعود إلى خط بارليف الذى كنت أقرأ عنه والذهول ينتابنى وأسأل نفسى.. كيف لجنود مصر البواسل أن يهزموا هذا البناء المحصن الممتد بطول قناة السويس والذى يندرج تحت عبارة الأسطورة لقوته ومناعته الشديدة وتحصيناته الرهيبة؟! كان اقتحامنا له أيضا معجزة بكل المقاييس.. كان الله سبحانه وتعالى معنا يدعمنا ويقف معنا فقد حطمنا أسطورة الجيش الذى لا يهزم وأخذنا بثأرنا وأعدنا كرامتنا.. كنت أقف مذهولا فى نقطة « تبة الشجرة» مركز القيادة والسيطرة للجيش الإسرائيلى وأكبر نقطة حصينة على خط بارليف وأنا أستمع للضابط الشاب وهو يشرح لنا كيف تم الاستيلاء على هذه النقطة الحصينة.. كان يشير بيده إلى سقف النقطة الذى كان محصنا بطبقات من الألومنيوم تمنع الطائرات من استهدافه أو اكتشافه.. بمعنى أدق كانت تحصينات تبة الشجرة ونقاط الإنذار المبكر تمنع أى جيش من اقتحامه والوصول إليه.. لكنه حدث بفضل الله وإصرار مصر على تحرير أرضها.. فى «تبة الشجرة» ملابس الضباط والجنود الإسرائيليين كما هى فى الموقع كما تركوه.. هرب من هرب ووقع الآخرون فى الأسر.. دبابات العدو ما تزال فى أماكنها موزعة على مدخل الموقع الحصين الذى يبعد بضعة كيلو مترات فقط عن شط القناة.. فى الداخل تحصينات رهيبة تحد من القدرة على مهاجمته.. كل هذا لم يكن حائلا بيننا وبين الاستيلاء عليه وعلى النقاط الحصينة الأخرى لتسطر العسكرية المصرية يوما مجيدا فى تاريخها المشرف.. كان الاستيلاء على مركز سيطرة العدو فى موقع «تبة الشجرة» نقطة تحول كبيرة فى حرب أكتوبر أصابته بالارتباك فقد انفصل القلب عن الجسد ناهيكم عن حكايات البطولة التى لا تنتهى والوهم الذى كان يعيش فيه الجنود الإسرائيليون الذين فوجئوا بأبطال مصر فوق رءوسهم وكانوا يعتقدون أنهم فى أمان تام وأنه من المستحيل أن يصل المصريون إليهم فى هذا المكان.


إذا كان نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل السابق يدعى بعد 47 عاما من المعركة أن الجيش الإسرائيلى انتصر فى أكتوبر 73 ووصل إلى حافة القناة فيما عرف بالثغرة فى الدفرسوار وكما يتوهم أفيخاى أدرعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى فإن هذا شيء طبيعى بالنسبة لهم. هما ينكران حقيقة أن الثغرة كانت تحت يد الجيش المصرى وكان باستطاعة الفريق سعد الدين الشاذلى إبادة القوات الإسرائيلية بقيادة شارون وكان اختلاف وجهات النظر مع الرئيس السادات بداية الخلاف بين القائدين العظيمين وما تلاه من أحداث.
زوروا موقع «تبة الشجرة» لتعرفوا أهمية حرب أكتوبر العظيمة فى تغيير الاستراتيجيات العسكرية على مستوى جيوش العالم. كل سنة ومصر عفية وقادرة على العطاء وقواتنا المسلحة العظيمة بألف خير تفخر بأنها أحد أهم الجيوش على مستوى العالم.. كل سنة ومصر قوة إقليمية يحسب لها ألف حساب.. كل سنة والرئيس عبد الفتاح السيسى بألف خير وهو يعبر بنا نحو الجمهورية الجديدة التى تأسست قواعدها على أيدى أبناء مصر وشعبها العظيم.. كل سنة ونصر أكتوبر يظلل حياتنا ويذكرنا بأن نحافظ على وطننا الحبيب.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة