أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

اليوم عيد ميلاده

أحمد عباس

الأحد، 06 نوفمبر 2022 - 08:48 م

قال عابر إنه التقاه مرة واحدة على عجل عقب أحد الملتقيات الهامة كان يتحدث الى وزير  بانفعال حينها لمجرد انه سمعه يقول بتعال «صحافة ايه وبتاع ايه، لو مشينا ورا الصحافة مش هانخلص»، وأوضح أنه رأى عروق عنقه تبرز مستنفرة بعدما أنهى لتوه مكالمة كانت مع أحدهم وسمعه خلالها أحد المتلصصين يقول فيها «يافندم المسائل لا تسير هكذا، ولماذا الصحافة وماذا لو انه ضبطت الأجهزة الأمنية جريمة كبرى ثم جاءت الصحافة ونشرت عنها، هل تكون الصحافة شريكا فى الجريمة.. والله لا، لو سمحتم لا ذنب للأولاد فأنا المسئول واذا أمكن افرجوا عن الكاميرا والصور هذه حق الجريدة والمصور».


ويحلف كاتب كبير بأنه كان ابنا للورقة والقلم فلا يخطئهما ولا يخطئاه، واذا عُرضت عليه صفحة ما لإبداء رأيه فيها أو إجازتها تَفر عينه الصفحة فى دقائق معدودات لتختار أخطاءها فقط فى ثوانِ دون جهد كبير فتخرج الصفحة من تحت يده ملغومة بتصليحات أسلوبية وتدقيقات نحوية ولغوية مصفوفة على هوامش الصفحة بالقلم الفلوماستر ذا السن العريض فيُعرف خطه القاصى والداني.
ويقول محرر صغير انه دخل عليه ذات مرة فى صالة تحرير الأخبار ليجد نحو خمسة عشر محررا بعضهم كان لايزال تحت التمرين ولم يختبر الحياة ولا يعرف شيئا عن شيء، ووجده يسأل الأولاد عن توقعاتهم فى الانتخابات الرئاسية الأولى عقب ثورة يناير ويستطلع رأيهم عمن سيكون أقرب للفوز قبل الوصول لجولة الاعادة، فيسمع منهم ويسمعونه، يفتيهم فى شأن الخريطة السياسية حينها والتى تغيرت تماما فيما بعد ويختلفون معه فى الرأى رغم عودهم الأخضر لكنه كان يسمع ويصحح ويدقق بل ويوجه، فيخلق محررا ذكيًا يعرف كيف يؤصل الأمور ويواجه بالحُجة والمنطق ولايختلف لمجرد الاختلاف لديه وجهة نظر وعقل وقلب ومخالب اذا تطلب الأمر.
ويتدخل شخص مجهول فى الكلام ويقسم انه كان ابنا للرجل حتى انه لما اختلف مع وزير أسبق وّسطه فى الأمر وكان الخلاف حينها على أشده ونال المحرر ما ناله من الوزير حتى تعقدت المسائل جدا ومُنع المحرر من دخول هذه الوزارة، ولما لجأ له سمعه يتحدث للوزير عبر هاتفه - الذى اشتكت منه غضاريف اذنه وشحمتها - ويقول له يا سيادة الوزير الولد لم يفعل شيئا وكل ما هناك انه كتب ما رأى وهذا حقه ولم تكن وجهة نظره، ثم ماذا اذا كتب وجهة نظره فهذا حقه فى بلده، ويقسم انه سمعه يقول: لا لا يا سيادة الوزير هذا ليس منة من أحد هذا حق أصيل لهذه المهنة وسيبقى اتركوا الصحافة فى حالها، ويصف الراوى اللحظة بأنها كانت عصبية جدا، وفى نفس المكالمة سمعه يضحك من قلبه ويتفق مع الوزير على الناحية الأخرى أن يلتقيه فور عودته داعيه لفنجان شاي، وانتهت المسألة وعاد هذا المجهول للعمل.
بصوت جهورى جاء من الخلف قال: الله يرحمه كان ولد بصحيح أو نجمًا عبر من هنا فى سبعة شارع الصحافة كما كبار سبقوه، ليتعلق به الكبار ويتعلم منه الصغار وكنت أحدهم - ويستقوى به الضعاف والمقهورون ويستند عليه الأولاد ويرمون فى حجره مصائبهم فتُحل فورا، ثم تذكر: صحيح عيد ميلاده النهارده.


هذا جزء يسير جدا من سيرة أظننى لست ماهرا كفاية لكتابتها وان كنت أحب ذكرها وتذكرها دائمًا، رحمة الله على ياسر رزق ونفع الله بعلمه وعمله من حالفه الحظ وعمل معه، السلام عليك يا صديقى وأستاذى العزيز والى لقاء قريب.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة