عبدالصبور بدر
عبدالصبور بدر


عبدالصبور بدر يكتب: لا أحد يريد قميص ميسي!

عبد الصبور بدر

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2022 - 04:40 م

خرج ليونيل ميسي بقميصه، دون أن يتزاحم عليه لاعبو المنتخب السعودي للاحتفاظ بـ"التيشرت" الأشهر في لعبة كرة القدم (الآن)، ظهر ميسي متواضعا أمام الصقور الخضر، وهو يقف منكس الرأس بعد صافرة النهاية، وكأنه يؤدي صلاة إسلامية!

 

لاعبو السعودية لم يحترموا تاريخ راقص التانجو، كبلوا قدميه الذهبيتين على ملعب "لوسيل" أكبر ملاعب المونديال، ليصبح "فُرجة" لمئات الملايين من المشجعين على مقاعد الاستاد وأمام شاشات التلفزيون، وهو يقود بلاده لهزيمة ثقيلة في بداية مشوار الأرجنتين التي راهن عليها الجميع ببورصة كـأس العالم في الحصول على البطولة.

 

ميسى أيضا لم يحترم قميص مارادونا الذي يرتديه، وباستثناء الهدف الذي أحرزه لم يشاهد الجمهور منه مراوغات "ديجو" السحرية، بعد أن رفضت روح مارادونا أن تتواجد بداخله لسبب لا يعلمه أحد!

 

ذهب "ليونيل" إلى قطر بأرقامه الكبيرة، إلا أن الأرقام ظلت خارج الخطوط، وتركت صاحبها يصارع مصيره في الملعب أمام شباب سعودي تدرب جيدا على تحطيم المعنويات العالية للخصوم.

 

كان ميسي يجري متثاقلا على المستطيل الأخضر، وكأنه يحمل أعوامه الـ35 فوق ظهره، معتمدا على مهارته وخبرته؛ لا يدرك أن العمر يخون المهارة، والخبرة، والأرقام والتاريخ، ويتباهى بخيانته!

 

وضع ميسي رفاقه في موقف صعب، لا وقت للبكاء على الهيبة المسكوبة على الأرض، لا وقت لإضافة المزيد من الوعود لشعبه الذي ينتظهره عائدا بالذهب، لا وقت لتبادل الاتهامات، ومعرفة الأسباب التي سمحت للصفعة المدوية أن تستقر على وجه منتجب "التانجو"، هزيمة أخرى قادرة على إنهاء الحلم الأرجنتيني، وتنكيس  صور ميسي إلى الأبد.

 

خسر ميسي وربح المنتخب السعودي، ربح احترام الجماهير العربية المتشوقة إلى صناعة الملاحم في ساحات مونديال كأس العالم، بعد أن انتصر على إمبراطورية ميسي التي لا تقهر.

 

أحزان ميسي العميقة تم تحويلها إلى أفراح كبيرة في الشوارع العربية، وفق معادلة اللعبة التي تتبدل فيها خواص النتيجة بين المهزوم والفائز، دموع أرجنتينية، مقابل ابتسامات سعودية.

 

الشفقة لا تليق مع لاعب بحجم ميسي، والإشادة لا تكفي للتعبير عما قدمه السعوديون.

 

 

 

 

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة