الأربعاء، 23 نوفمبر 2022 - 06:09 م

تسود الأسواق اليوم حالة من الغموض والعشوائية بعد قرار تعويم الجنيه والتى لجأ فيها التجار والمنتجون إلى تسعير عشوائى لكل السلع بما تضمنه من مبالغة وارتفاع جنونى فى أسعارها.

فى أحيان كثيرة لجأ البعض إلى إخفاء السلع ترقباً لما سوف تسفر عنه تذبذبات الجنيه المصرى أمام الدولار وسلة العملات الصعبة الأخرى.

للأسف الشديد اختفى الدور الذى كان يمكن للغرف التجارية أو اتحاد الصناعات أو غيره من الهيئات ومؤسسات الاستثمار أن تقوم به على أرض الواقع وبعيداً عن الوعود المنمقة والتصريحات الوردية.

دعونا نعترف بأننا نعيش بالفعل أياما صعبة قد تشاركنا فيها عشرات الدول وإن اختلف اسلوب وطريقة المعالجة وفقاً لآليات السوق فى كل دولة.
نعيش أزمة حقيقية من جراء الحرب التى لم تعد باردة بين الدول الكبار ومختلف التحالفات العالمية..

حرب روسيا وأوكرانيا اصبحت بروفة لعالم جديد قد يعاد فيه رسم خرائط جديدة للدول وربما اختفاء بعضها وظهور تكتلات وتحالفات جديدة.

فعلى حين يقوم الاتحاد الاوروبى بدور التبعية الكاملة للولايات المتحدة والتى تدخل اليوم فى صراع عسكرى مع روسيا دخلت منطقة الخليج العربى إلى دائرة الصراع كبديل أساسى للطاقة والتى تناور بها روسيا وتهدد بقطعها عن العديد من الدول الاوروبية للحد من دعمها لاوكرانيا والولايات المتحدة.

ولا شك أن ما قامت به مصر من إنجازات فى مجال توفير الطاقة ومن مصادر محلية وخاصة بعد عمليات ترسيم الحدود واكتشاف العديد من حقول النفط والغاز، ساهم ذلك فى الحد من أى تأثيرات سلبية علينا..

لقد جاءت خطوة تعويم الجنيه فى إطار سياسة للإصلاح الاقتصادى الحقيقى والذى قطعنا فيه خطوات كثيرة لكن تظل مشكلة الاستيراد عائقا يتطلب المواجهة الحاسمة من خلال سياسات تقشفية فى كل أنواع الكماليات وحزمة من الدعم الاجتماعى ربما كان بدايتها رفع الحد الأدنى للأجور ومنحة ٣٠٠ جنيه لأصحاب المعاشات.

نحتاج لسياسات وأساليب جديدة للرقابة والمتابعة للأسواق دون الإخلال بقاعدة العرض والطلب التى تحكم تجارتنا اليوم كأسلوب للاقتصاد الحر. نحتاج إلى تأكيد الانتماء لمصر فى تلك الفترة العصيبة التى نحتاج فيها لسلوك ومشاعر وطنية حقيقية. وحفظ الله مصر من كل سوء.