قداسة البابا تواضروس الثانى
قداسة البابا تواضروس الثانى


ميلاد المسيح .. فرحة كبيرة

الأخبار

الخميس، 05 يناير 2023 - 07:51 م

قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية

أهنئكم أيها الأحباء ببداية العام الجديد، وأيضا بعيد الميلاد المجيد بحسب التقويم الشرقى، أهنئكم فى جميع الكنائس القبطية خارج مصر. بأمريكا وكندا وأمريكا الجنوبية واوروبا والكرسى الاورشليمى بالقدس وافريقيا وايضا فى كنائس الخليج العربى وكنائس استراليا وكافة المدن التى بها كنائس قبطية، أهنيء جميع المطارنة والاساقفة والاباء الكهنة، القمامصة والقسوس والاباء الرهبان الذين يخدمون خارج الاديرة وايضا الرهبان والراهبات فى الأديرة. كما اهنئ كل الأراخنة والأسر القبطية والشباب والأطفال والشعب القبطي. كل سنة وحضراتكم بخير وسنة جديدة سعيدة على الجميع.

فى ميلاد يسوع المسيح فرحة كبيرة جدا فى كل عام. رسائل عديدة نتعلمها من ميلاد مولود المذود فى قرية بيت لحم فى أورشليم. رسائل يقدمها لنا هذا الميلاد، ميلاد يسوع المسيح الذى جاء ليبدأ رحلة الخلاص للإنسان من الخطية والسقوط الذى كان أولاً من خلال آدم وحواء. ونتيجة هذا السقوط ظل العالم كله ينتظر من يأتى ليخلصه الى ان جاء اليوم السعيد، يوم الميلاد المجيد يسوع المسيح. وبهذا الميلاد قدم لنا رسائل عديدة فى حياتنا. واريد ان اقدم لكم بعضاً من هذه الرسائل التى يمكن أن تفيدنا فى حياتنا.

1-الرسالة الاولى، الميلاد يعنى البداية الجديدة : هو بداية جديدة والبداية دائما تمتلئ بالفرح والرجاء والأمل. عندما يبدأ الانسان مشروعاً أو دراسة أو عائلة، يبدأ فى تكوين بدايات جديدة التى دائما تملأ الإنسان بالفرح. لذلك هذه البدايات الجديدة نعبر عنها فى صلواتنا الصباحية ونقول: فلنبدأ بدءاً حسنا. انت تبدأ من جديد. فربما كان العام الماضى فيه بعض الضعفات او السقطات او السهوات او حتى الخطايا. فإنك تبدأ هذا العام الجديد بدءاً حسنا. والخلاصة، ابدأ من جديد وقدم عهود وتعهدات أمام الله وقل مع داود النبى: تعهدات فمى باركها يارب (مزمور 119: 108).

2-الرسالة الثانية من رسائل الميلاد المجيد، أنه يقدم لنا نوراً للحياة. تلاحظون معى ان ميلاد ربنا يسوع المسيح حدث ليلا وكان فى المذود، ولكن فى ظلمة الليل يظهر الملاك بنور عظيم ويبشر الرعاة قائلاً لهم: ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب (لوقا 2: 10). وظهر هذا النور فى وسط عتمة الظلام. هكذا الملائكة عندما انشدوا تسبحة الميلاد: المجد لله فى الاعالى وعلى الارض السلام وبالناس المسرة (لوقا 2: 14)، كان هناك نور وكان النور أيضا يملأ المزود. عندما ولد المسيح، انبثق النور من مولود المذود ببيت لحم وملأ المكان نورا. النور يعنى الاستنارة فى حياة الانسان ويعنى العمل والجدية والاجتهاد. لذلك نقول فى صلواتنا الصباحية: بنورك يا رب نعاين النور. والنور يجعل الإنسان يعيش فى الاستقامة. لأن النور كما نعرف يسير فى خطوط مستقيمة. هذه هى رسالة الاستقامة التى يجب ان يعيشها الانسان، ليمارس مسئوليات حياته اليومية مواصلاً حياة الاستقامة. ونحن نصلى كل يوم وندعو الله فنقول: قلبا نقيا اخلق فى يا الله وروحا مستقيما جدده فى أحشائى (مزمور 51). الخلاصة، سلوكك اليومى وحياتك بعامة تكون واضحة فى النور لأنها تحدث فى النور بروح الاستنارة القلبية والحكمة وروح التمييز.

3- أما الرسالة الثالثة فهى رسالة الدعوة: الميلاد دعوة جديدة. فعندما يولد طفل، يكون هناك دعوة لمسؤوليته ورسالة فى حياته يمارسها فى عمره الطويل الذى وهبه الله له. لذلك نردد فى الصلوات الصباحية نفس الكلمات التى وردت على لسان القديس بولس الرسول فى قوله: أسألكم أنا الأسير فى الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التى دعيتم إليها (أفسس 4: 1)، هناك دعوة من خلال ميلاد المسيح فى هذا المزود الذى كان بداية جديدة ونور جديد وكان ايضاً دعوة لرسالة الخلاص التى تممها المسيح على الصليب. لذلك نقول ان لكل واحد فينا 1- دعوة، 2- مسئولية، 3- رسالة. فالله خلقك من أجل قصد معين يتممه الاب، الام، الخادم، الخادمة، وكل مسئول، كيفما تكون مسئولية الانسان. ونؤكد ان لحياتك معنى وقصدا عند الله لذلك كان الميلاد دعوة جديدة.

إخواتى وأحبائى، الميلاد بداية جديدة، نور جديد، دعوة جديدة يمارسها الإنسان فى حياته.

أكرر تهنئتى القلبية بمحبتى لكم جميعا، أرسلها لكم من المقر البابوى من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مرسلاً لكم تحيات آباء المجمع المقدس والآباء الكهنة والآباء الذين يخدمون فى كل كنائس مصر وصلواتنا ودعواتنا لكم من خلال آباء الأديرة القبطية فى مصر متمنيا لكم مع رسالتى هذه دوام الصحة والعافية ليعطيكم الرب نعمة وصحة كاملة، حافظاً إياكم حتى وان كنا فى أزمنة وباء وجائحة ولكن لنا ثقة كما يقول داود النبى: الرب نورى وخلاصى ممن أخاف، الرب حصن حياتى ممن أرتعد (مزمور 27). تهنئتى القلبية لكم جميعا، راجياً لكم كل خير وسعادة فى العام الجديد ولإلهنا كل مجد وكرامة من الان وإلى الأبد آمين.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة