جلال السيد
جلال السيد


تقوى الله

الموتى خط أحمر

جلال السيد

الخميس، 12 يناير 2023 - 06:16 م

ترك لنا التاريخ الفرعونى إرثًا توارثناه حتى يومنا هذا وهو إرث غير محبب..

أن أى حاكم منذ عصر فرعون مهما حقق من نجاحات ومهما ترك من آثار مدهشة وعظيمة ما إن يفارق الحياة حتى يأتى حاكم آخر إلا ويعمل على تحطيم إنجازات من سبقوه بل يشهد التاريخ أن أخت حاكم تولت الحكم بعده حاولت طمس إنجازات أخيها الحاكم الذى سبقها. وبكل أسف يشهد تاريخنا الحديث أن هذه العادة قد ورثناها، فقد شاهدنا الحملات المسعورة ضد الرئيس جمال عبدالناصر، فما أن فارق الحياة حتى تناولته الأقلام والألسنة بالأكاذيب وتزوير التاريخ ونالت منه ومن تاريخه رغم ما له وما عليه..

وهذا انطبق أيضًا على الرئيس السادات بل وعلى انتصارات أكتوبر وقد اشتملت أكاذيب ومحاولة تشويه تاريخه ورغم أن كل الديانات تحرضنا على «اذكروا محاسن موتاكم» وتقول «من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر» وشاهدنا فى الأسابيع الماضية حملة مسعورة على شيخ جليل من شيوخ الأزهر وهو الشيخ الشعراوى وبكل أسف من قاد هذه الحملة كاتب مرموق ولكن الطبع يغلب التطبع ورغم مرور ٢٥ عامًا على وفاة الشيخ الجليل الذى تحترمه وتقدره أجيال من الشعب المصرى ومن الشعوب العربية نجد أن هذا الكاتب والذى كان يعيش فى زمن الشيخ الجليل وكان يملك أن ينتقده ولم نسمع منه كلمة واحدة ضد هذا الشيخ الجليل..

وأنا لست من العالمين بأمور وبواطن الدين إلا أننى أتحدى أى إنسان استمع إلى شرح وتعاليم الشعراوى ولم يستفد منها.. ويكفى أنه جعل كلمات القرآن الكريم الذى هو عصمة ديننا أن نفهمها بسهولة وسلاسة وفك رموزًا لم نكن نعلمها إلا على لسان العالم الجليل الذى حباه ربه بأن يعلم الكثير من علوم الدين..

وأنا لا أقول إنه نبى فكل إنسان له ما له وعليه ما عليه وهو الآن بين يدى الله العادل فى حسابه وإذا كان الشيخ الجليل الآن بين يدى الله لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، فربما وجد من يدافع عنه من زملائه المتفقهين فى الدين وأنا أسأل زميلى الكاتب الكبير ما الذى استفاده من طعن إنسان لا يملك لنفسه دفاعاً وما الذى استفاده من تقسيم المجتمع إلى مؤيد ومعارض تماماً كما وصف جماهير الأهلى يوماً بأنهم من النازيين الهتلريين..

إننا معرّضون أن نصبح فى أى لحظة أمواتاً وسنحتاج لكلمة حسنة يتذكرنا بها أى إنسان.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة