ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


ريهاب عبدالوهاب تكتب: النموذج الأمريكي

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 13 يناير 2023 - 05:56 م

لطالما كانت «الديمقراطية» السلعة الأكثر وجاهة التى تحاول امريكا تصديرها للعالم وتحت راية «مؤازرة الديمقراطية ونشرها» تدخلت امريكا فى شئون الدول فدعمت ثورات وانقلابات، بل وخاضت حروبا «كان آخرها فى سوريا».. لكن المفارقة انه خلال السنوات الماضية تحولت امريكا من رائدة الديمقراطية فى العالم إلى نموذج «مٌلهم» لكيفية نقضها والخروج عنها.. المشهد الكبير لهذا التحول كان فى مثل هذا الشهر منذ عامين، عندما جرت حادثة اقتحام انصار الرئيس السابق ترامب لمبنى الكونجرس «الكابيتول» وإحداث اعمال شغب اعتراضاً على خسارة ترامب أمام بايدن، حيث أعلنوا رفضهم القبول بالنتائج. هذا الحادث اقتبسه أنصار الرئيس البرازيلى السابق بولسونارو، الأسبوع الماضى، عندما اقتحموا القصر الرئاسى والبرلمان والمحكمة العليا، مطالبين بعودة بولسونارو.

وعلى غرار السيناريو الأمريكى سبقت هذه الأحداث حملة مكثفة من الادعاءات بتزوير الانتخابات بدأها بولسونارو قبل أشهر من الانتخابات بالتشكيك فى شرعية أى نتيجة لا تحقق له النصر.وبعد الخسارة لم يعترف بالهزيمة ولم يحضر حفل تسليم السلطة لدى سيلفا، تماما كما فعل ترامب من قبله، وهو ما حدا بالبعض باتهام ما اسموه بحركة «الترامبية» «نسبة إلى ترامب» بخلق «دليل استرشادى» للديكتاتوريين لاستخدامه فى زرع الشكوك حول الانتخابات الديمقراطية.. لكن الحقيقة ان لعبة التشكيك هذه بدأت قبل ترامب وذلك عندما ظل الديمقراطيون لشهور يحاولون عزله من منصبه بزعم تدخل الروس فى الانتخابات وتزويرها لصالحه، وحتى الآن مازالت هناك محاولات لإقصاء ترامب عن الحياة السياسية باستخدام الملاحقات القانونية المختلفة فى انتهاك واضح لــ «درة» الامبراطورية الامريكية.. «الديمقراطية».. هذه الأحداث الامريكية، وأحداث البرازيل وما سبقهم من حادثة القبض على خلية متطرفة فى ألمانيا تخطط للإطاحة بالحكومة المنتخبة، وكذلك المظاهرات التى خرجت فى اسرائيل «التى يعتبرها الغرب الديمقراطية الأبرز فى الشرق الاوسط» اعتراضا على حكومة نتنياهو المنتخبة... كل هذا يطرح هذا السؤال.. «هل بدأت الديمقراطية تٌقهر فى عٌقر دارها؟».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة