ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

تغيير الثقافة

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 27 يناير 2023 - 05:39 م

اذا كانت هناك «حسنة» يتيمة للأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تضرب العالم اليوم، فهذه الحسنة ستكون «الحوكمة» التى فرضتها قسراً على السلوكيات الاستهلاكية غير الرشيدة للمستهلكين حول العالم. 

فوفقاً للإحصائيات والتحليلات الاقتصادية، أفرزت أزمة تكلفة المعيشة الناتجة عن ارتفاع الاسعار وزيادة التضخم تغييرات جذرية فى العادات الشرائية والتوجهات الاستهلاكية للشعوب.

وكان أبرز هذه التغييرات فرملة شهوة الشراء لدى الكثير من المستهلكين الذين باتت أولوياتهم تتمركز بشكل رئيسى على تلبية احتياجاتهم الأساسية فقط. يؤكد ذلك الإحصائيات التى نشرتها شركة «Personetics» العالمية والتى قالت ان حوالى 37% من المستهلكين حول العالم بدأوا بالفعل يحدوّن من الإنفاق على السلع والخدمات غير الأساسية، نزولاً من نسبة تجاوزت ال60%.

بل وبات المستهلك يبذل مجهوداً اكبر فى البحث عن المتاجر التى تقدم خصومات وعروض أفضل، وعن السلع الأقل سعراً بغض النظر عن الماركة. وبالأرقام زاد الإقبال على المتاجر التى تقدم العروض والخصومات بنسبة 31٪، كما بات 24٪ من المستهلكين حول العالم يبحثون عن العلامات التجارية والسلع منخفضة التكلفة.

كذلك دفعت الأزمة ببعض السلوكيات الاقتصادية للواجهة كالتشارك مع الغير وإصلاح التالف وإعادة استخدام أو تدوير بعض الخامات والأدوات، وعمل بدائل بعض اللع الجاهزة بالمنزل وكذلك شراء المستعمل. ووفقًا لمسح أجراه موقع Euromonitor أشترى ما يقرب من 54٪ من المستهلكين سلع مستعملة منذ اواخر عام 2022. 

كل هذه التغييرات تحوٌل محمود عن الثقافة الإستهلاكية القائمة على انتهاج أسلوب حياة استهلاكى مكلف يمنح الفرد مكانة اجتماعية معينة لكنه يفرض عليه فى المقابل ضغوطا ويستنزف طاقته وموارده للحفاظ على متطلبات تلك المكانة.

لكن للأسف الاستمرار عليها بعد انقشاع الأزمة امراً غير مضمون، تماماً كما حدث مع كورونا عندما ارتد العالم عن كثير من العادات التى اكتسبها خلال اشتداد الجائحة بعد تراجع حدتها.

لكن أقل ما يمكن ان نرجوه ان تحدّ هذه الأزمة من سلوكياتنا الاستهلاكية وأنماط شرائنا غير الرشيدة، خاصة مع تلاحق الأزمات الاقتصادية.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة