أحمد الإمام
أحمد الإمام


عصير القلم

هى الكورة مالهاش صاحب؟

أخبار الحوادث

الثلاثاء، 07 فبراير 2023 - 10:30 ص

شهدت مصر خلال السنوات الأخيرة ثورة حقيقية في كل مجالات الحياة سواء على صعيد الإنشاءات أو الصحة والتعليم أو الزراعة والصناعة.

وحصلت الأجهزة الرقابية في عهد الرئيس السيسي على دعم ومساندة لم تحصل عليها في ظل أي نظام سابق، وشاهدنا وزيرًا يتم القبض عليه في الشارع بعد دقائق من تقديم استقالته، وشاهدنا محافظًا يتم القبض عليه أثناء تلقيه رشوة.

شاهدنا ضربات موجعة للفساد والمفسدين في كل المجالات والمواقع .. باستثناء الرياضة، وتحديدًا كرة القدم التي لم تشهد ثورة مماثلة ولم تمتد اليها أيدي الاصلاح والتطوير .. والتطهير أيضا.

كرة القدم في مصر تشهد حالة من الفوضى العارمة والانهيار الاخلاقي. تبادل السباب والبذاءات خرج من المدرجات إلى الشاشات التي تحولت إلى منصات لتبادل الشتائم والخوض في الأعراض والتشكيك في الذمم المالية.

ليس من المنطقي أن يترك الحبل على الغارب لقيادات الأندية الذين يشعلون فتنة لا يعلم مداها إلا الله.

نار التعصب تبدأ من قنوات الأندية وتنتشر كالنار في الهشيم عبر السوشيال ميديا وتخلق حالة من الاحتقان قد تصل إلى ارتكاب جرائم.

وليس بعيدًا عنا مذبحة ستاد بورسعيد في فبراير 2012 والتي راح ضحيتها 74 شابًا في عمر الزهور من مشجعي النادي الأهلي، وكذلك الحادث المأساوي في ستاد 30 يونيو في عام 2015 ، والذي أسفر عن مصرع 22 مشجعًا من جماهير نادي الزمالك.

قيادات ومسئولي الأندية والاعلام المنتمي للمعسكرين الاحمر والابيض يمارسون في كل يوم جريمة التحريض على العنف ويلعبون على أوتار عاطفة الجماهير البسيطة التي تعتبر كرة القدم متعتها الحقيقية.

هناك منظومة فساد متكاملة تحكم الكرة المصرية .. أسماء بعينها تجيد لعبة الانتخابات أصبحت تتبادل المناصب في أكبر الاندية والاتحادات الرياضية دون أن يجرؤ أحد على مزاحمتهم.

صفقات في الخفاء وعمولات بالملايين تدفع هؤلاء المرتزقة إلى التشبث بمقاعدهم التي تبقيهم تحت دائرة الضوء وتسمح لهم بعقد الصفقات المشبوهة وحصد كل المكاسب المشروعة وغير المشروعة.

الفساد يبدأ من اختيار الناشئين وقيدهم بالاندية عن طريق الرشوة والمجاملة ، ويمتد إلى عقود بيع وشراء اللاعبين المصريين والأجانب بأرقام لاتمت بصلة للأرقام المدونة في العقود الموثقة.

شبكات واسعة للفساد يحميها بعض الاعلاميين من ضعاف النفوس الذين يمدحون هذا ويهاجمون ذاك بناء على رغبة من يدفع ، والمقابل عقود سنوية ضخمة وسفريات حول العالم وهدايا عينية بآلاف الجنيهات.

والعجيب بعد كل هذا أن الجماهير تتعجب من عدم تأهلنا لكأس العالم وغياب الانتصارات عن المنتخبات المصرية في كل البطولات.

كيف تأتي الانجازات في ظل هذا المناخ الفاسد المشبع بالتعصب والاحتقان والتخوين والتشكيك.

يجب ايقاف هذه المهزلة فورا لانها تسيئ الى سمعة مصر في الخارج بعد أن امتدت التجاوزات والإهانات إلى المدربين واللاعبين الاجانب الذين ينقلون صورة سيئة عن سمعة الكرة المصرية من خلال وسائل الاعلام في بلادهم والشكاوى التي يقدمونها للاتحاد الدولي بسبب عدم حصولهم على مستحقاتهم المادية مما تسبب في عقوبات متكررة للاندية المصرية وحرمانها من قيد لاعبيها الجدد.

انقذوا كرة القدم من منظومة الفساد العتيقة المسيطرة عليها وأعيدوا لها وجهها الجميل كرياضة نظيفة يعشقها الملايين.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة