أيمن فاروق
أيمن فاروق


أيمن فاروق يكتب: رسائل خفية من رب البرية

أخبار الحوادث

الأربعاء، 15 فبراير 2023 - 12:33 م

بقلم: أيمن فاروق

..رسائل خفية من الخالق للمخلوق، لعل البشر يفهمون، لعلهم يتعظون، يدركون، فالجميع غافل، آية من آيات الله في أرضه، وعلى الجميع أن يعلم ما يدور في الأفق أمر عجيب، إشارة لا أحد يعلم ما الغرض منها، قال الله عز وجل.. «ومانرسل بالآيات إلا تخويفا»، لكن لا أحد يريد أن يسمع أو يرى، فما يدور في العالم من حروب وخراب وتدمير، وما يحدث في بعض الدول العربية من جماعات إرهابية لمحاولة فرض سيطرتها باسم الدين، وأيضا انسياق الكثير خلف تكنولوجيا العصر، وتخليهم عن مبادئ وقيم الأديان السماوية، وركض آخرون خلف المال بكل الطرق دون تمييز، جاءت تلك الرسالة السماوية في محاولة لإيقاظ الضمير وإعادته نوعًا ما إلى الطريق الصحيح لكن يبدو أن القلوب قد أُغلقت بقفل من فولاذ والسلوكيات تغيرت دون عودة، ولم عد تحتمل زلزالا أو بركانا أو فيضانا فالكل يسير في طريقه وفقًا لهواه، هناك جماعة إرهابية تلعب بالنار وتريد الشر للبلاد، وآخرون الفساد أحكم قبضته وسيطر على طباعهم الذي جزء منهم، فالهوى هو الآمر والناهي، لهذا كانت تلك الرسائل الخفية من رب البرية.

الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا وخلف آلاف من الضحايا والمصابين، وما نتج عنه من قصص مأساوية ومشاهد مروعة، فقط اكتفى البعض برؤيتها دون أن يفكر لثواني لو أنه كان يحل محل هؤلاء الضحايا فما الأمر؟، حقيقة لا أحد ببعيد عن غضب الطبيعة، ولا يوجد على وجه الأرض من يستطيع الوقوف والتصدي لمثل هذه الظواهر الطبيعية، التي تخرج سيطرتها على مجريات الأمور في العالم، فقط نكتفي بالتعاطف والبكاء والتأثر بهذا الطفل الذي خرج من تحت الأنقاض بعد أن وضعته أمه وفارقت الحياة وهي تحتضنه ليولد يتيما، وآخر صبي نطق الشهادتين بين الركام بعد ان سمع صوت الركام ينهال عليه والحجارة تتساقط ولكن في لحظة كانت إرادة الله الأقوى ومشيئته بالعيش وأن يظل على قيد الحياة، لينقذه رجال الدفاع المدني والأهالي وهو يردد الشهادة «أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول»، وذلك السوري الذي فقد أسرته بالكامل وعددها 12 فردًا، وظل يبكي بحرقة، ويردد «الحمدلله على كل حال»، وتلك السورية التي ظلت تردد بأن أذنها اعتادت على سماع صوت الرصاص وسقوط قتلى نتيجة تبادل النيران لكن الزلزال أمر جديد عليها، وآخر يقول أنا لم أشاهد كمية الموت كما هي هذه المرة، أم مع أبنائها وأب مع أطفاله وأخ مع إخوته في حفرة واحدة، أنا عاجز عن وصف المشهد بقدر عجزي عن التعبير»، كل هذه القصص المأساوية وغيرها، لا أحد يقف أمامها، ألم يتعظ الضمير العالمي مما حدث أم ماذا ينتظرون؟

في نفس السياق، توقفت كثيرًا أمام تحليل عالم الفضاء المصري الدكتور فاروق الباز، أثناء حواره مع أحد المواقع الأجنبية، وهو يحلل التنبؤ بالزلازل، وتأكيده على انه يصعب التنبؤ بوقوعها، وأرجع ذلك إلى أن سببها يحدث في عمق كبير جدا داخل القشرة الأرضية، وأن الأرض التي نعيش فوقها ليست صلبة، إنما هي كتل موجودة فوق طبقة لزجة، بعمق آلاف الكيلومترات، ومعنى ذلك أن الكتل الموجودة فوقها بما فيها القارات تقف فوق طبقة لزجة، وفي بعض الوقت ستتحرك هذه الكتل، ونتيجة لهذه الحركة تحصل الزلازل»، مشيرا إلى تفسير سبب حدوث الزلازل إلى حركة صفائح تكتونية وعدم وقوعها في أخرى هو أن هذه الصفائح لا تلتصق بصفائح أخرى.

وردًا على سؤال بشأن احتمال توقع وقت حدوث الزلازل، قال الباز: «من الناحية الجيولوجية الإجابة هي لا للأسف، لأن بعض الصخور تتعرض لضغط يؤثر على التركيبة الكيميائية الخاصة بها، في عمق الأرض»، وفي محاولة طمئنة، قال العالم المصري أن الأرض تعيش «مرحلة معقولة بعدما شهدت الكثير».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة