مؤمن خليفة
مؤمن خليفة


بدون أقنعة

مشاهد مؤلمة

مؤمن خليفة

الأحد، 19 فبراير 2023 - 09:12 م

خسائر كبيرة جدا حدثت بسبب زلزالى سوريا وتركيا لكنهما حركا المشاعر الإنسانية لدى المتنافسين وأصحاب وجهتى النظر المختلفة.. أن يكون أول وفد إغاثة قادم إلى المناطق المنكوبة فى تركيا من اليونان رغم المشاكل مع أنقرة.. ويأتى وزير دفاعها ليشدد على دعم بلاده لتركيا فى مصابها الكبير.. وأمثلة أخرى فى الداخل السورى إن دلت تدل على أن الإنسانية تسبق الخلافات فالحدث جلل والمصيبة ضخمة وأعداد الموتى تحت الأنقاض تفوق الـ 60 ألفا ومرشحة للتصاعد..

ربنا يلطف بأفراد فرق الإنقاذ الذين يعملون فى ظروف طقس ثلجى لا يحتمل وعائلات الضحايا الذين يفترشون العراء خاصة فى مدن الريف السورى الذين لم تصل إليهم مساعدات إنسانية كافية بسبب ظروف خارجة عن أيديهم .. ونحمد الله أن القوافل المصرية كانت أول من دخل إلى ضحايا زلزال سوريا وإشادة رئيس الهلال الأحمر السورى بذلك الموقف النبيل من مصر رئيسًا وحكومة وشعبًا وأن هذه المساعدات ساهمت بقدر كبير فى تخفيف المعاناة عن أسر الضحايا خاصة أنها كانت مع قافلة المساعدات السورية أول من وصل للداخل السوري.


قلوبنا جميعا مع أهالى الضحايا ورحم الله كل من مات جراء الزلزال.. ما يجعلنى أكتب عن زلزالى تركيا وسوريا هى تلك المشاهد المؤلمة والقصص والحكايات التى رواها عدد من الناجين وتلك الأسرة المكلومة التى خرج جميع أفرادها أحياءً من تحت الأنقاض ليلقوا حتفهم فى حريق عند أقاربهم الذين فتحوا لهم البيت بعدما أصبحوا بدون مأوي. ما يزال أمامى مشاهد صادمة هنا فى مصر بقيت فى الذاكرة من زلزال دهشور 1992 حينما تهدمت بيوت كثيرة بالقرب من سكننا وتشردت آلاف العائلات وتحركت يومها الحكومة بشكل مثالى وسلمت الأسر المتضررة وحدات سكنية جديدة فى عدة مناطق منها المقطم والسلام والنهضة ونشأت من يومها منطقة سكنية فى المقطم تعرف باسم مساكن الزلزال. ما يزال فى ذهنى مشهد عشرات المئات فى الحدائق العامة وهم ينامون فيها خوفًا على أنفسهم وتصدعت بيوت كثيرة وبعضها وقع على رأس السكان. حكايات لا تصدق فى زلزال تركيا حدثت قد تبدو غير واقعية لكننى أميل إلى تصديقها.. روى أحد عمال الإغاثة أن سيدة حضرت إليه ودلته على أطفالها الذين يقبعون أسفل جدار مما مكنه من إنقاذهم وعندما سأل الأطفال عن أمهم أخبروه أنها متوفية منذ 4 سنوات..

وذلك الطفل الصغير الذى لم يبلغ السادسة من عمره والذى قال لرجال الإنقاذ أن رجلا يرتدى ملابس بيضاء كان يأتى إليه ويطعمه ويسقيه وهو تحت الأنقاض والطفل يحكى بعفوية ما حدث له.. أعرف أن هذه الحكايات غريبة على استيعاب العقل البشرى لكن إحداها وقعت لى قبل سنوات بعيدة وما زلت أتذكرها بكل تفاصيلها وتصيبنى قشعريرة فى كامل جسدي.. قدرات الله العظيم لا تنتهى ولن تتوقف وما زال هناك من البشر من يخرج من تحت الأنقاض بعد 11 يومًا حيًا وهذه لا تحدث إلا فى زمن المعجزات.


محنة المرض
الحمد لله على كل حال وخاصة عند الابتلاء فعندما يمتحن الله عبده عليه ألا يشكو أو يمتعض أو ييأس من رحمة الله.. مررت بتجربة عارض مرضى خلال الأيام الماضية وداهمتنى آلام شديدة لم أستطع تحملها أقسم بالله.. كنت أصرخ من الألم فماذا عساى أن أفعل إلا التضرع إلى المولى عز وجل أن يخفف عنى ويشفيني. أيام قاسية فعلا تجاوزت الستة ولا مناص سوى اللجوء إلى حبة المنوم لكى أخلد إلى النوم ولا أشعر بهذا الألم.. وتخيلت كيف صبر النبى أيوب على مرضه حتى عافاه الله ورد عليه صحته.. أما نحن البشر فقدرتنا محدودة على الصبر ولذا نرسب فى أول امتحان. الحمد لله على «محنة» المرض.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة