ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

النفس الطويل

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 24 فبراير 2023 - 06:28 م

بإتمام عامها الأول دون حسم، تكون الحرب الروسية - الأوكرانية قد دخلت، وأدخلت العالم معها، نفقاً مظلماً لا يمكن لأحد فيه ان يتنبأ بموعد انتهائها أوكيفيته.

فعلى الصعيد الدبلوماسى، يبدوا الحل السياسى اقرب لرابع المستحيلات مع تمترس كل طرف خلف شروطه التى تعتبر تعجيزية للطرف الآخر، حيث يرغب بوتين فى التفاوض وفى جيبه خٌمس الأراضى الأوكرانية، فيما يريد زيلينسكى اعادة عقارب الساعة للوراء وطرد الروس من كامل أراضى أوكرانيا بما فيها «جزيرة القرم» التى ضمتها روسيا باستفتاء داخلى عام 2014. وعلى الصعيد العسكرى لايبدوا اياً من الطرفين قادراً على حسم الأمر او ترجيح ميزان القوة لصالحة بشكل يجعله اكثر قدرة على فرض شروطه.

الجميع يراوح مكانه.

فلا بوتين يريد المجازفة بتوسيع العملية واستخدام اسلحة اكثر فتكاً مع استهداف العاصمة كييف، ولا داعمو اوكرانيا يريدون مدها بأسلحة قتالية متطورة تمنحها الأفضلية، حتى لايتورطوا فى حرب مباشرة مع روسيا.وفى خلفية المشهد يقبع المستفيدون من إطالة الحرب سواء على المستوى السياسى من حيث استنزاف روسيا واضعافها وإعادة الزخم لحلف الناتو الذى اصابه الترهل والشيخوخة، او على المستوى الاقتصادى من خلال الاستفادة من الارتفاع الهائل فى أسعار مواد الطاقة والسلع المختلفة.ومن هؤلاء التجار وشركات النفط والغاز والفحم الذين ارتفعت قيمتهم السوقية بنسبة 42٪ خلال الحرب، وشركات الأسلحة التى سجلت 15٪ زيادة فى قيمتها السوقية بسبب زيادة الطلب على الأسلحة ورفع حكومات الناتو لإنفاقها العسكري. 

هذه المعطيات تقول اننا امام سباق «للنفس الطويل»، حيث يراهن الغرب على قدرة موسكو على تحمل الخسائر الاقتصادية والعسكرية خاصة بعد لجوئها لشراء الصواريخ من كوريا الشمالية وللمسيرات من ايران. فيما تراهن القيادة الروسية على قدرة الغرب على الاستمرار فى دعم كييف فى ظل أزمة اقتصادية ضاغطة بدأت تؤلب عليهم الرأى العام، وفى ظل انتخابات قادمة فى امريكا وعدة دول اوروبية قد تأتى بقيادات جديدة أقل ميلاً للستمرار فى التورط فى حرب لايبدوا لها نهاية.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة