ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

الطوفان

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 10 مارس 2023 - 06:16 م

جدل كبير حول تطبيق «شات جى بى تى» الذى طوّرته شركة «أوبن إيه آى» الامريكية والذى اجتذب أكثر من 100مليون مستخدم فى اسابيع قليلة، رغم عدم طرحه فى كل دول العالم.

سبب الجدل، الإمكانيات الهائلة للتطبيق والتى يراها المؤيدون طفرة فى تطور الذكاء الاصطناعى، فيما يراها المعارضون قتلاً للإبداع وهزيمة للبشر فى «دٌرة تاجهم».. (العقل والتفكير)..

فالتطبيق يمكنه كتابة برامج الحاسوب وتصحيحها وتأليف الموسيقى والأغانى والأشعار وكتابة المسرحيات والسيناريوهات والمقالات والأبحاث بل وحل الاختبارات، وهو ما يجعل منه تهديد صريح ومباشر لأصحاب الياقات البيضاء (الأشخاص الذين يقومون بعمل ذهنى اومكتبي) والذين أصبحوا مهددين بنفس مصير ما فعلته الميكنة بأصحاب الياقات الزرقاء(الذين يقومون بعمل يستلزم جهدا بدنىا).


ورغم ان البعض يرى فى هذه المخاوف نوعاً من التهويل ويستشهدون بهوجة «الميتافرس» الكاذبة وزوبعة «السيارات ذاتية القيادة» التى قيل انها ستلغى عمل السائقين ولم تفعل، لكن ما فعله google translate وآلات الرد الآلى بوظائف الترجمة وخدمة العملاء والتسويق الاليكترونى على مدار سنوات يقول ان التهديد قائم، لكن ربما بوتيرة أقل وابطأ مما يتم الترويج له خاصة مع التطور المستمر للذكاء الاصطناعى ودخول عمالقة التكنولوجيا من امثال جوجل ومايكروسوفت لحلبة السباق بتطبيقات تنافس «شات جى بى تى». 

لكن يبقى التهديد الآنى ما يفعله التطبيق بالأجيال الصغيرة من تشجيع على الخمول والاعتمادية والاستسهال بل والغش، ناهيك عن عدم اعمال العقل وقتل القدرة على الابتكار والتطور.

فالكثير من الطلاب بدأوا يستخدمون التطبيق لعمل الفروض المنزلية وكتابة الأبحاث وحل الاختبارات، وهو ما جعل بعض الدول كالصين تحظر التطبيق.

لكن للأسف (لايمنع «حظر» من قدر!) حيث يلتف الطلاب على هذه الرقابة بوسائل عدة كشراء أرقام هواتف أجنبية او الإستعانة بصديق بأحد الدول الداعمة للتطبيق ثم استخدام الشبكة الافتراضية VPN لتغيير موقع المستخدم وتحويله لدولة أخرى.

وهذا نفس ما يحدث فى دولنا العربية التى اجتاحها التطبيق رغم عدم اتاحته رسمياً بعد، وارى ان علينا الاستعداد من الآن لهذا الطوفان الذى سيجتاحنا كما اجتاحنا من قبله الواتس والتليجرام وأخواتهم.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة