عثمان سالم
عثمان سالم


باختصار

أفريقيا قادمة

عثمان سالم

السبت، 25 مارس 2023 - 09:53 م

فى إفريقيا لم يعد هناك فريق قوى وآخر ضعيف طالما وجدت الإمكانيات المادية التى تسهم فى الاستفادة من المواهب الطبيعية النابعة من البيئة الصحية فى القارة السمراء.. فاجأنا منتخب الجابون فى بطولة الشباب الأخيرة بالقاهرة بالوصول لمنصة التتويج أمام السنغال والحصول على الميدالية الفضية بعد التأهل لكأس العالم القادمة.. ولمن لا يعرف فإن هذا البلد عبارة عن «لسان»، داخل الأراضى السنغالية وإمكانياته محدودة لكن إن وجدت الإرادة فلا مجال للحديث عن بقية العناصر.. لقد تغيرت خريطة الكرة فى قارتنا بشكل كبير وتراجعت القوى الكبرى مثل الكاميرون وغانا وكوت ديفوار وحتى مصر رائدة اللعبة الشعبية ومؤسسة الاتحاد القارى فلم تفز بالبطولة الأم منذ عام ٢٠١٠ وخرجنا من دور الثمانية على يد جنوب إفريقيا فى المونديال الذى استضفناه هنا عام ٢٠١٩ بتنظيم مبهر..

وبالأمس القريب تابعنا مباراة مصر ومالاوى فى الجولة الثالثة لتصفيات نفس البطولة المقرر إقامتها فى كوت ديفوار العام القادم.. صحيح أن المنتخب فاز بهدفين وحصد النقطة السادسة لكن الأداء لم يكن مقنعًا خاصة فى الشوط الثانى بعدما تراجع لاعبونا وأعطوا الفرصة للضيوف للتفوق عليهم وهددوا مرمانا أكثر من مرة.. وهو مؤشر سلبى لمباراة العودة بعد أسبوع فى الخارج فهذا الفريق ليس سهلاً ولن يكون المرور منه لتأكيد التأهل بالسهولة التى قد يتصورها البعض.. لديهم جرأة هجومية حتى دفاعهم وحارس مرماهم تفوقوا على أنفسهم فى آخر وقت وكان بإمكانهم تسجيل هدف يقلص النتيجة أو يمنحهم دفعة معنوية قبل لقاء العودة.. لابد أن فيتوريا المدير الفنى لمنتخبنا سيعقد عدة جلسات مع لاعبيه ليشرح لهم الأخطاء التى وقعوا فيها وبينها الثقة الزائدة التى أوقفت النتيجة عند حدود الهدفين وعدم استثمار خوف الضيوف من نجومنا وفى مقدمتهم العالمى محمد صلاح، حتى إن بعض المدافعين تجرأوا وقطعوا منه الكرة أكثر من مرة..

المنتخب المصرى لديه عيب أزلى وهو عدم الدخول فى الأحداث بالسرعة والتركيز المطلوبين وهذا ما يفسر تراجع بعض النتائج فى المواجهات المباشرة كالتصفيات مثلاً قياسًا على البطولات المجمعة التى تضع الفريق فيما يشبه الحضانة.. مدعومًا بمؤازرة المسئولين والإعلام والجماهير وهذا ما شاهدناه فى البطولة الأخيرة بالكاميرون والتى كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من الفوز بها لولا أنه كان فى مواجهة السنغال المتفوق على نفسه بقوة فى السنوات الأخيرة وقد تأهل على حسابنا لكأس العالم بقطر.. المنظومة الكروية تحتاج لإعادة تنظيم وإصلاح والتخلص من تقديم مصلحة الأندية على حساب المنتخبات ومن المؤسف أن اهتمامات الجماهير تحولت لهذا الاتجاه فوجدنا أعدادًا قليلة فى المدرجات فى مباراة  أمس الأول، قياسًا على مباراة الأهلى والهلال السودانى نهاية الشهر والتى طلب النادى ٥٠ ألف متفرج لمساندة الفريق للتأهل للدور الثانى للمجموعات دور الثمانية.. كل التمنيات للمنتخبات والأهلى فى المحطات الصعبة القادمة.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة