ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

حرب عالمية ثالثة

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 14 أبريل 2023 - 05:27 م

بعد أسابيع قليلة من إعلانها شراء 400 صاروخ طويل المدى من طراز توماهوك الأمريكى، وقعت اليابان منذ أيام عقوداً بقيمة 2.8 ملياردولار مع مجموعة «ميتسوبيشى للصناعات الثقيلة» لتطوير وإنتاج صواريخ طويلة المدى للإطلاق السطحى والبحرى والجوى، وصواريخ باليستية، وصواريخ مضادة للسفن تٌطلق من الغواصات..

هذه الصفقات تأتى فى اطار خطة قيمتها 320 مليار دولار تبنتها الحكومة الجديدة التى اعتلت السلطة أكتوبر الماضى وتهدف لمضاعفة نفقات الدفاع لـ2٪ من اجمالى الناتج المحلى خلال 5 سنوات، وهو ما سيقفز باليابان للمركز الثالث عالمياً فى الإنفاق العسكرى بعد امريكا والصين، بعد 75 عاماً قيدت فيها «اختيارياً» قدرتها على التسلح عقب خروجها مهزومة من الحرب العالمية الثانية.

ورغم منطقية هذا التوجه فى ظل التهديدات التى تواجه اليابان سواء من ناحية التوتر حول تايوان التى تبعد عنها بحوالى 100كم، او من ناحية كوريا الشمالية التى بدأت صواريخها الباليستية تستبيح السماوات اليابانية، إلا ان هناك مخاوف مما سيؤدى اليه من تصعيد للتوتر فى المنطقة وتأجيج لملفات كامنة لكنها قابلة للاشتعال، كقضية أرخبيل «الكوريل» المتنازع عليه بين اليابان وروسيا وجزر سينكاكو التى تتنازعها بكين وطوكيو.

لكن الأخطر من ذلك تزامن التسلح اليابانى مع خطط الصين لزيادة إنفاقها الدفاعى بنسبة 7.2٪ وكذلك مع توجه المانى مماثل لزيادة الإنفاق العسكرى والتخلى عن عقيدة تقييد التسلح التى تبنتها هى الأخرى بعد هزيمتها فى الحرب.

فى الوقت نفسه ستعتبر روسيا هذه التحركات حصارا لها شرقا وغرباوهو ما سيعزز تقاربها مع الصين فى وجه المحور الأمريكي-اليابانى، ومع دخول الهند وأستراليا على خط الصراع من خلال تحالف «كواد» الذى تقوده أمريكا ضد الصين، وكون المانيا إحدى دول الناتو، نكون امام تكرار لأجواء تصارع وتنابذ القوى العالمية الذى مهد للحرب العالمية الثانية.

وبعد تحطم أكذوبة «إحجام القوى الكبرى على الصدام العسكرى المباشر» على صخرة الحرب الروسية الأوكرانية الحالية، لم يعد مستبعداً ان نكون على اعتاب حرب عالمية ثالثة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة