أحمد غراب
أحمد غراب


بلا حرج

آلام مكتومة

أحمد غراب

الأحد، 07 مايو 2023 - 07:20 م

البكاء ليس عورة، ولا ينتقص من رجولة الإنسان أن يبكى؛ فهو من صفات المؤمنين المخلصين الذين يتدبرون آيات الرحمن؛ لقول الله عز وجل فى سورة مريم: «إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خَرّوا سجدًا وبكيًا» والحبيب المصطفى - عليه أفضل الصلاة والسلام - عند وفاة ابنه إبراهيم بكى وقال: «إن القلب ليحزن، وإن العين لتبكي، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا».


المُلاحظ أن بعض الأعراف والثقافات الموروثة السلبية مازالت تعتبر البكاء عيبًا فى الرجل، حتى فى أحلك الظروف كوفاة أمه؛ فلابد أن يقف صامدًا جلدًا ثلاثة أيام على الأقل لتلقى العزاء خاصة إذا كان هو الأخ الأكبر؛ ليكون قدوة لباقى أفراد الأسرة فى الصمود والرجولة.


حتى الآباء فى مواجهة هموم الحياة ومشكلاتها المعقدة حاليًا يتحرجون من البكاء أمام أبنائهم؛ ليبثوا فيهم ثقافة الرجولة المغلوطة، والصبية من الأولاد يحرمون مبكرًا من نعمة الفضفضة بالبكاء الذى تصفو به النفس، وتتطهر من خبائثها.


ويشارك الآباء والأمهات فى الظلم الاجتماعى للصبية بأن يرسخوا مفهومًا مشوشًا، وهو أن الرجل لا يبكي، لكن البنات يبكين كما شئن ليل نهار، وأمير المؤمنين عمر ابن الخطاب يقول: «دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأيت أثر الحصير فى جنبه، فبكيت، فقال: وما يبكيك ؟
 فقلت: يا رسول الله.. إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله،
فقال: أما ترضى أن تكون لهم الدنيا، ولنا الآخرة.
أصعب شعور ألَّا يكون التعبير عن الحزن مُباحًا، خاصة عند الصدمة الأولى بوفاة الأم.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة