أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

نجوم الصف الفاخر

أحمد عباس

الأحد، 07 مايو 2023 - 07:24 م

.. ثم نظر محمد منير إلى على الحجار وقال: مدينة مصر، فرد على الحجار بإيماءة رأسه: مدينة مصر، وبعدها لم يتغير شيء.
القصة بدأت ذات مساء قريب عقب إفطار رمضان ربما قبل نهاية العشر الأوائل لما أذيع إعلان ضخم ضم كل نجوم الصف الفاخر من الفنانين بلا اسكريبت له شخصية محددة مع صوت كورس أوبرالى فى الخلفية يرددون «بقت مدينة مصر».


الحق أننى لم أنتبه للفارق فى نطق الحرف فتساءلت: ماذا.. امال هى كانت إيه!، وصار الإعلان يتكرر حتى انتبهت فى المرة الثالثة إلى أن التغيير فى علامة الشركة شمل تبديل حرف واحد فقط ليس إلا بقلب النون إلى ميم.


شخصيًا.. لست أهتم بتغيير اسم العلامة من باب النوستالجيا والحنين للماضى -أنا ابن الآن- لكن سؤالى كان: لماذا!، الأشياء تحفظ قيمتها كلما ازدادت ندرة لا استهلاكاً، وإذا حدث لأسباب لها علاقة بتوسيع محفظة الأراضى وتنويع مناطق الاستثمار وغيره فهذا أمر ممتاز لكن ما هي!، أما لو تبدل الاسم لمجرد رغبة فقط من آل سّلام فذلك أيضًا يُحترم لكن ينبغى له أن يقال بوضوح.


اهتمامى بتغيير العلامة سببه الأصلى اهتمام الناس ويبدو أنهم لايزالون على عهدهم بالوفاء تجاه شركات حقبة الستينيات، أفهم - بسهولة- أن تتغير العلامات التجارية كما بدأت مصر- فون ثم صارت كليك، والمصرية لخدمات المحمول التى أصبحت موبينيل وهكذا، لكن ذلك كان دائما تصحبه حملات إعلامية مرتبة جيداً وحوارات صحفية حقيقية ولا يسير الأمر بمجرد إعلان يذاع فى موسم ترويجى زخم.


ظهر العضو المنتدب للشركة فى الإعلان وسط مهنئيه فى أجواء بدت احتفالية جداً لكن بلا معلومة وحيدة أو شيء يضيف لحضوره، ولا أفهم لماذا بات رؤساء الشركات العقارية الكبرى يميلون للظهور فى الإعلانات الترويجية، لا أراها سُنة حسنة، أميل أن يكون الحضور فى مؤتمر صحفى حاشد يحضره -كبار كبار- كبار الكُتاب والصحفيين وكاميرات الإعلام بينما يتحدث رئيس الشركة عن رغبته فى الاستثمار فى سوهاج.. مثلاً، أما إذا اقتصرت الحالة على حفل عشاء وبيان صحفى يتم إرساله عبر البريد الالكترونى للمواقع الإخبارية من عينة «شقلب واقلب»، فتكون هذه هى النتيجة.. إننا نكلم نفسنا ونعلن لنفسنا ونغير بنفسنا لنفسنا فقط.


الشركة اعتبرت أن الصخب الذى أثاره الإعلان نجاح كبير، ذلك أنه فعل المطلوب منه بالحرف الواحد وهو ذكر اسم الشركة القديم والجديد وتذكير الناس بهذا الأصل العملاق، أما أنا فلا أميل لهذا المنطق لما تكون الشركة صاحبة تاريخ مهول بدأ قبل اثنين وستين سنة، ومقيدة بالبورصة المصرية ولها مساهمون عرب وأجانب، وتعرضت للاستحواذ والطرح، المسألة تتعلق بالحق فى «معرفة الراس من الرجلين».


أكره جداً التهكم والتهجم على شركاتنا العظمى لكن دعنى أصارحك أنه على الموقع الرسمى الحكومى لوزارة قطاع الأعمال احتفظت الشركة باسمها القديم «مدينة نصر للإسكان والتعمير»، وذلك لا يقلقنى أعرف ميادين كبرى تغيرت أسماؤها وبقيت متداولة بين الناس باسمها الأول لأنه أشد خصوصية وأصالة منها مثلاً: ميدان تريومف بمصر الجديدة، وميدان رمسيس برغم أنه «مفيش رمسيس».


قد تتساءل بينما تقرأ الآن.. فى كل ما يدور حولنا أهذا كل شيء يلفتك، والإجابة: إننى أحب أن تكون الأمور واضحة قدر الإمكان، ثم هل كل ما تشتهيه أنت يحدث!، بالقطع لا، لكنها على رأى الفنان العظيم محمود المليجي.. تنفيسة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة