ممتاز القط
ممتاز القط


ممتاز القط يكتب: كلام يبقى

ممتاز القط

الأربعاء، 17 مايو 2023 - 07:50 م

لو كان حياً لحسدناه على هذا الطوفان من الناس الذين حضروا عزاءه. طوفان من المحبة جمع مئات الآلاف من المواطنين باختلاف مستوياتهم.

كانت الحكومة ومجلس النواب والشيوخ كلها هناك فى عزاء الأخ والصديق محمود بكرى واضطر قارئ القرآن لأن يختم الآيات كل دقيقتين حيث كان الزحام شديداً وأغلق ميدان التحرير وكاد جامع عمر مكرم يختفى وسط مئات الآلاف الذين حضروا لأداء واجب العزاء فى فقيد مصر.. كان الزميل مصطفى بكرى فى مقدمة آل بكرى الذين وقفوا يتلقون واجب العزاء فى راحل نبيل كانت الابتسامة لا تفارق وجهه وتختلط مع طيبة قلبه وحبه للناس وبدماثة خلقه استطاع الراحل محمود بكري أن يكون له مكان فى قلوب كل الذين عرفوه.. كان صحفياً نبيلاً وخلوقاً حتى فى كتاباته ونقده وتحليله للمشاكل التى يعانى منها الناس ورغم قسوة كلماته كانت دماثة خلقه وصدقه رسول سلام ومحبة مع كل المسئولين. وبقدر نجاحه وتفوقه ككاتب بارع كان نجاحه كنائب فى مجلس الشيوخ والذى كان ساحة لصولاته وجولاته دفاعاً عن أبناء دائرته الانتخابية فى حلوان وعن أهالى قريته المعنا بمحافظة قنا والتى لم تغب عنه لحظة واحدة.

حمل محمود بكري مشاكل أبناء دائرته وقريته وخاصة البسطاء وكان من أكثر النواب الذين يقومون بمتابعة مشاكلهم حتى لو تطلب الأمر عدة زيارات للمسئولين.. بعيداً عن الأضواء وصخب الإعلام كان لمحمود أياديه البيضاء فى أعمال الخير حيث تكفل مع أخيه مصطفى فى رعاية مئات الأسر الفقيرة وخصصا مرتبات شهرية لهم بعيداً عن المساعدات التى تقدمها الدولة.. نعم كان مشهداً مهيباً حيث اضطر موكب رئيس الوزراء للتوقف أكثر من ٢٥ دقيقة أمام منطقة جامع عمر مكرم وصولاً لصالة العزاء من شدة الزحام الذى ضم كل المحبين للراحل الكبير وشقيقه مصطفى الذى فاضت دموعه مرات عديدة وهو يشاهد هذا الحب الجارف والذى كان امتداداً لسرادق قريته المعنا والذى استمر ثلاثة أيام.. وتخليداً لذكرى الراحل محمود بكرى أتمنى أن يكون هذا هو آخر عزاء يقام بجامع عمر مكرم والذى يصيب القاهرة كلها بالشلل يومياً لاحتوائه على صالتى عزاء رغم أننى أشك كثيراً فى أن عزاء الراحل الكبير سوف يتكرر.. محمود بكرى من الصعب أن تجمل خصاله الطيبة. وصدق من قال من يحبه الله يحبب فيه أهله «وإنا لله وإنا إليه راجعون».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة