ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

عٌدنا والعودٌ احمدٌ

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 19 مايو 2023 - 06:23 م

حضور سوريا لأول قمة عربية لها بعد قطيعة استمرت 12 عاما ليس فقط امتدادا لمسار عربى محمود،تحدثت عنه سابقا،نحو «لم الشمل الإقليمى» ولكن ايضاً إعادة هيكلة للسياسات العربية تجاه الأزمة السورية بعد ان أثبتت التطورات ان المقاطعة لم تأت سوى بنتائج سلبية تمثلت فى استمرار الصراع لأكثر من عقد، ودخول قوى إقليمية ودولية على الخط لملء الفراغ الذى أنتجه الغياب العربى. 

والحقيقة انه من الناحية البراجماتية،تحقق سياسة الاحتواء التى قرر العرب اتباعها مع الرئيس السورى الأسد عدة مكاسب على الصعيد السورى والعربى.فبالنسبة لسوريا تفتح المصالحة الباب للضغط للتحرك نحو إصلاحات سياسية وإيجاد حل نهائى للصراع يمنح الأمان لأكثر من ٦ ملايين نازح سورى داخلى. كذلك يعطى التصالح العربى دفعة لعمليات إعادة الإعمار وتدفق الاستثمارات العربية وإعادة التبادل التجارى العربى-السورى، وبالتالى دعم الاقتصاد السورى المتهاوى. 

وعلى المستوى العربى يساهم احتضان دمشق مرة أخرى فى تقليص النفوذ الغربى والإيرانى والتركى فى سوريا وإنهاء جيوب مقاتلى داعش التى تهدد المنطقة وتعطى الفرصة لمعالجة ملفات حيوية تؤرق المنطقة كاللاجئون والمخدرات. فبالنسبة للاجئين تفتح باباً لعودة ٥٫٧ مليون لاجئ يعيشون فى مختلف دول المنطقة ما بات يمثل عبئا اقتصاديا على بعض الدول التى تعانى بالفعل من تبعات الأزمات السياسية والاقتصادية المتلاحقة. وبالنسبة للمخدرات تقول التقارير الدولية ان الفقر والفوضى الأمنية جعلا سوريا أحد اكبر معاقل تصدير حبوب الكبتاجون المخدرة للمنطقة والعالم والتى تحولت لتجارة قوامها ١٠ مليارات دولار.

وللتدليل على فاعلية المصالحة العربية-السورية على هذا الملف يمكن رصد كم عمليات المصادرة المتتابعة والناجحة لشحنات الكبتاجون فى عدة دول عربية منذ الإعلان عن عودة سوريا وكذلك الضربات الجوية التى قضت على اكبر مهرّب مخدرات سورى. هذه التطورات حدثت بسبب تحسن التعاون مع الحكومة السورية وهى تمهد لمزيد من التعاون فى مختلف المجالات.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة