عثمان سالم
عثمان سالم


باختصار

الباشا المفلس

عثمان سالم

السبت، 27 مايو 2023 - 07:01 م

حالة «التنمر»  إذا جاز التعبير - على العقود الكبيرة فى الدورى المصرى راجع إلى سوء أداء بعض اللاعبين فى أغلب -  إن لم يكن كل المحترفين خاصة بعد الأزمة التى اثارها تسريب عقد أحمد سيد زيزو نجم الزمالك من عدة أشهر «٣٠ مليوناً» وخلقت عدم رضا من زملائه عن الفارق الكبير بينهم !!

 وربما تكون حالة التردى فى الأداء والنتائج راجعة فى جانب منها إلى هذا الفارق الكبير وقد يكون ذلك سببًا مباشرًا فى احتمال لجوء إدارة النادى لبيع زيزو لأحد الأندية القطرية فى الموسم الجديد رغم أنه العمود الأساسى لتشكيلة الفريق ..

زيزو ليس الوحيد فى الزمالك الذى استفز عقده الغالبية فهناك عقد الحارس محمد عواد الذى يحصل على80 مليون جنيه فى خمس سنوات..

ناهيك عن عقود المحترفين الأجانب وإن كان ليس بينهم من يستحق ما يحصل عليه باستثناء التونسى سيف الدين الجزيرى - على فترات - وزميله المثلوثي - الذى ظهر بحالة جيدة هذا الموسم إذا ابتعد المدرب عن افتكاساته باشراكه فى خط الوسط !!

فى الأهلى القائمة كبيرة ابتداء من على معلول فى المقدمة ويحصل على مليون دولار «83 مليون جنيه»  ورمضان صبحى فى بيراميدز بنفس قيمة عقد زيزو تقريبا وعبدالله السعيد 52 ميلوناً ومحمد الشناوى ١١ مليوناً فى الموسم ..

هذه الأرقام جعلت عقود المصريين قريبة إلى حد ما للاعبين فى بعض الدوريات الأوروبية مع الفارق الكبير فى الامكانيات المادية عندهم والفنية فى أداء المحترفين ..

هذه الحالة غير المبررة على غرار أرقام الفنانين فى أعمال الدراما الرمضانية على سبيل المثال تخلق حالة من عدم الرضا لكن إذا قدم اللاعبون المردود الفنى بصرف النظر عن النتائج تكون الجماهير شبه راضية عن النجم مهما كان حجم عقده وهذا ما حدث مع زيزو فى الموسمين الماضيين رغم تراجع مستواه بشكل ملحوظ هذا الموسم وإضاعته عدة ركلات جزاء بدأت ربما من إهدار أهم ركلة فى مواجهة الزمالك مع بيراميدز فى نصف نهائى كأس مصر ..

وللانصاف لا يمكن أن نلوم اللاعب لانه ليس الوحيد المتراجع فنياً وبدنياً وإنما هناك حالة سقوط فنى شبه كامل فى الفريق منذ لعنة مباراة أسوان التى أطاحت بالفريق من عرش القمة فى رحلة القطار المشئومة..

ما يحدث فى الدورى المصرى أشبه بالباشا المفلس الذى يتباهى بأناقته وجيبه خال من الأموال على طريقة أحمد مظهر فى فيلم «الأيدى الناعمة» ، العناد وحالة الاحتقان بين مسئولى وجماهير أهل القمة هى السبب الرئيسى وراء المغالاة غير المبرر فى أسعار النجوم ويغذيها الانتماء الأعمى للمعسكرين وتغذى الميديا بكل أنواعها هذا الصراع ..

وبالتالى يتحتم وقفة من اتحاد الكرة ورابطة الأندية لوضع سقف لعقود اللاعبين المحليين أو القادمين من الخارج لا يتخطاه أحد حفاظاً على المال العام وحبذا لو اهتم الكبار بالصاعدين من قطاعات الناشئين ومنحهم الفرصة لأخذ أماكنهم بالفريق..

وأن تدار المنظومة بطريقة أكثر احترافية فى الاهتمام بهذا القطاع لتفريخ الوجوه الجديدة.  إما لدعم الفرق الأولى أو إتاحة فرصة الاحتراف الخارجى بدون مبالغة فى المقابل المادى حتى يكون لدينا قاعدة عريضة يمكن اختيار أفضلهم للمنتخب فى المنافسات القارية والدولية.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة