الجمعة، 16 يونيو 2023 - 06:15 م

ذكرنا الأسبوع الماضى اتفاق الاتحاد الأوروبى على مسألة الهجرة واللاجئين عقب اجتماع ينظم استقبال اللاجئين القادمين من دول جنوب المتوسط والساحل الإفريقى ويفض الاشتباك حول تقاسم الأعباء بين الدول الأوروبية بحيث تتوزع عليهم أعداد اللاجئين، ويكون هناك دعم مادى للدول المستضيفة وغيره من الأمور المنظمة لهذه القضية الخلافية..

والحقيقة انه بعد الاتفاق بيوم عادت الانشقاقات الأوروبية بإبداء بولندا والمجر رفضهما للاتفاق ربما لعدم رضائهما عن المقابل المادى.. لكن بعيدا عن الخلافات المزمنة بشأن هذا الملف، جاء التحرك الأوروبى باتجاه دول جنوب المتوسط، ربما فى محاولة للتوصل لتفاهمات تقلل عبء الأزمة على أوروبا، وبالفعل زارت المفوضة الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيسة الحكومة الإيطالية ورئيس وزراء هولندا، حيث استقبلهم الرئيس قيس سعيد، ثم تم الإعلان بعدها عن مساعدات أوروبية قدرت بنحو مليار يورو!

والحقيقة تخطئ أوروبا عندما تظن أن تسوية الملف تتحقق بتقديم بضعة مليارات، ومثلما رفضت دول فى الاتحاد القبول بالدعم المالى الأوروبى لأسباب سياسية، لا تتحمس دول الشمال الإفريقى للمقاربة ذاتها.. وطالما غابت الحلول السياسية للأزمات فى الدول المصدره للاجئين والمهاجرين، أو دول العبور، لا أتصور التوصل لحل لهذا الكابوس دون عقد قمة تجمع دول شمال وجنوب المتوسط للتفاهم والاتفاق وتقاسم الأعباء والمسئوليات.