الجمعة، 16 يونيو 2023 - 06:24 م

يوم عرفة من الأزمنة العظيمة القدر، الكثيرة الأجر.. قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِى جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾. «الفرقان:62». فهو من تلك الأيام التى اختصها الله تعالى بمزيد من الفضل والأجر والثواب. 

وعن فضائل يوم عرفة، نجد أنه يوم إكمال الدين، وإتمام النعمة على أمة الإسلام: ففى الصحيحين: عن عمر بن الخطاب : أن رجلا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية فى كتابكم تقرأونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا. قال: أى آية؟ قال: ﴿اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً﴾. «المائدة:3». قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذى نزلت فيه على النبى : وهو قائم بعرفة، يوم الجمعة.. أنه يوم عيد لأهل الموقف: قال : «يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهى أيام أكل وشرب»، «رواه أهل السنن». وقد روى عن عمر بن الخطاب أنه قال: نزلت أى آية «اليوم أكملت» فى يوم الجمعة ويوم عرفة، وكلاهما بحمد الله لنا عيد. 

إنه يومٌ أقسم الله به فى قوله تعالى: ﴿وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴾ «البروج:3». فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى  قال: «اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة» «رواه الترمذى وحسنه الألبانى». وهو الوتر الذى أقسم الله تعالى به فى قوله: ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ «الفجر:3»، قال ابن عباس: الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة. «رواه عكرمة والضحاك».. وصيام يوم عرفة يكفر سنتين، فقد ورد عن أبى قتادة رضى الله عنه: أن رسول الله  سُئل عن صوم يوم عرفة؟ فقال: «يكفر السنة الماضية، والسنة القابلة» «رواه مسلم».. كما أنه أحد الأيام العشرة التى أقسم الله بها، قال الله عز وجل: ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ «الفجر:2». 

يوم عرفة أحد الأيام المعلومات، التى ذكرها الله تعالى: ﴿لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾ «الحج:28». قال ابن عباس رضى الله عنهما: الأيام المعلومات: عشر ذى الحجة.. كما أنه اليوم الذى أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم: فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله : إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان - يعنى عرفة - وأخرج من صُلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر، ثم كلمهم قبلا، قال: ﴿ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينََ﴾ «الأعراف:١٧٢» ﴿أوْ تَقُولُوا إنَّما أشْرَكَ آباؤُنا مِن قَبْلُ وكُنّا ذُرِّيَّةً مِن بَعْدِهِمْ أفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ المُبْطِلُونَ﴾ «الأعراف:١٧3» «رواه أحمد وصححه الألبانى».. إنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار، والمباهاة بأهل الموقف: ففى صحيح مسلم: عن عائشة رضى الله عنها عن النبى  قال: «ما من يومٍ أكثر من أنْ يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهى بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟». وعن ابن عمر أن النبى  قال: «إن الله تعالى يُباهى ملائكته عشية عرفة، بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادى، أتونى شعثا غبرًا» «رواه أحمد وصححه الألبانى».

الدعاء يوم عرفة عظيم، فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال النبى : «خيرُ الدعاء، دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلى: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شىء قدير» «رواه الترمذى». 

كل عام ومصرنا الحبيبة بخير.. حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.