الجمعة، 16 يونيو 2023 - 06:43 م

أصبحنا شعب التناقضات الكبرى التى يعصى على الحصيف فهم أسبابها أو تفسير دوافعها!. كيف لنا أن نتأمل مكاناً فى المستقبل ونحن نفعل «كل حاجة وعكسها»؟!.

نملأ الدينا ضجيجاً وشكوى من شظف العيش وغلاء جائر وازدحام خانق وقلة فى فرص العمل واهتراء فى الخدمات ولا نكف عن الإنجاب، وكأننا نسعى للصدارة فى موسوعة جنيس للأرقام القياسية بأكبر عدد  من المواليد. 

أذا أردت أن تترك عقلك نهباً للجنون فليس عليك سوى متابعة أرقام الساعة السكانية بشارع صلاح سالم الشهير والتى تمطرنا كل ٢٠ ثانية بمولود جديد.
فى هذا الزمن الصعب أعلنت ساعتنا السكانية - الساعة الوحيدة التى اتمنى أن تتعطل فى مصر - وبالتحديد فى ٧ يونيو الحالى عن تخطى عدد سكان مصر بالداخل حاجز ١٠٥ ملايين نسمة.

قراءة سريعة فى بيانات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء تشعرك بالذهول عندما تجد سباقاً محموماً بين ارتفاع معدلات التضخم والانفجار السكانى، ففى الوقت الذى بلغ فيه التضخم ٣٢ ٪ وتضاعفت أسعار بعض السلع الاساسية عدة مرات نجد أن المصريين حققوا رقما قياسيا جديدا فى معدلات الإنجاب، حيث زدنا مليون نسمة فى ٨ شهور و٥ أيام، الامر الذى يعنى أننا نزيد حوالى ٤٠٨٢ مولوداً جديداً كل يوم، و١٧٠ نسمة كل ساعة و٣ مواليد جدد كل دقيقة!!.
هل لدى أحدكم تفسيراً لهذا اللغز، وهل يمكننا القول ودون مبالغة أننا فى حالة انتحار جماعى أم نحن ماضون إليها دون أن ندرى؟!.

خد نفس عميق وتمالك أعصابك قبل أن تقرأ عن عجيبة أخرى من عجائب المصريين،  ففى هذه الأزمة التى تعصف بالجميع، تعلن كبرى شركات التدخين ارتفاع مبيعاتها هذا العام من ٣٤٫٢ مليار جنيه الى ٣٧٫٥ مليار جنيه مقارنة بالعام الماضى بمكاسب تتجاوز ٣ مليارات جنيه.

 الأدهى والأمر أن السجائر شحت واختفت من الأسواق ويتهافت المصريون على شرائها بأضعاف أسعارها!!.

هل تصدقون أن  هناك شعباً من شعوب العالم يمكن أن يشترى الموت بضعف الثمن؟!.