أمانى سعد صلاح منطقة وعظ دمياط
أمانى سعد صلاح منطقة وعظ دمياط


بقلم واعظة

مع الخليل عليه السلام

الأخبار

الخميس، 22 يونيو 2023 - 05:40 م

أيام مباركة نعيشها هذه الأيام وهى أفضل أيام الدنيا، فيها أداء فريضة الحج، وإن ذُكر الحج ذُكر إبراهيم عليه السلام، فلنعش سويًّا مع أبى الأنبياء إبراهيم عليه السلام، والذى قال عنه ربنا سبحانه وتعالى «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» «النحل : 120» أى كان رجلاً جامعًا للخير، هاديًا مهديًا، مديمًا لطاعة ربه، مخلصًا له الدين، أقبل على الله بالمحبة والإنابة والعبودية وأعرض عمن سواه فهو إمام الموحدين الحنفاء.. من أين نبدأ الحديث عن سيدنا إبراهيم عليه السلام وكيف سينتهي!..

فنحن إن أردنا الحديث عن البر تذكرنا كيف كان إبراهيم عليه السلام خائفًا على أبيه رغم أنه كافر إلا أن إبراهيم عليه السلام حينما يناديه يكون بلطف ويقول: «يا أبتِ»، ومازال يستغفر له حتى أيقن أنه لا يرجى منه الإيمان وأنه عدو لله فتبرأ منه، فحب الله وطاعته مقدمة على كل شيء.. إنه الأواه الحليم الذى كان خاشعًا لله مطيعًا له، يعفو ويصفح عمن أساء إليه، دائم الذكر والاستغفار والتضرع إلى الله تعالى..

هو الكريم السخى الذى ما أتاه ضيف إلا وأكرمه، وذكر الله تعالى موقفًا لهذا فقال: «هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ، إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا * قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُون فَرَاغَ إِلَى* أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ»..

كما كان إبراهيم عليه السلام صابرًا محتسبًا ابتلاه الله فى ولده الذى رُزق به على كبر، فأمره الله بذبحه فكانا عليهما السلام نعم المجيبين لأمر ربهما، وما زال يُضرب بهما المثل فى البر والطاعة الخالصة على مر الأزمان حتى أن الله سنَّ لنا شعيرة الأضحية فداءً لإسماعيل وتخليدًا لذكر إبراهيم وولده عليهما السلام.. وما من صلاة نصليها إلا ونذكر فيها إبراهيم عليه السلام فنحن على ملته، وهو أول من سمانا مسلمين فالله تعالى يقول: «مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ *هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ» « الحج: ٧٨» وغير ذلك من خصال الخير، قال الإمام ابن كثير: «ولشدة محبة ربه عَزَّ وجَلَّ له، لما قام له من الطاعة التى يحبها ويرضاها؛ اتخذه الله خليلًا له»، كما اتخذ الله نبينا محمد  صلى الله عليه وسلم خليلًا له فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإنّ اللهِ تَعالى قَدِ اتَّخَذَنِى خَلِيلًا، كما اتَّخَذَ إبْراهِيمَ خَلِيلًا» (صحيح مسلم).


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة