د. حسام محمود فهمى
د. حسام محمود فهمى


شجون جامعية

تَنافُرُ الأجيالِ

الأخبار

الثلاثاء، 11 يوليه 2023 - 08:55 م

يوفرُ التواصلُ بين الأجيالِ المناخَ الآمِنَ لتَقَدُمِ الدولِ، فهو العمودُ الفَقْرى للبناءِ الاِجتماعى الذى يَضمنُ علاقاتِ الاِحترامِ والتفاهمِ بين الأكبرِ والأصغرِ وهو ما ينعكسُ على كلِ المَجالاتِ. لكن هل حقًا يَفهمُ كلُ جيلٍ الآخرَ كما يَجِبُ؟

أدَت ثورةُ تكنولوجيا الاِتصالاتِ إلى الاِنفتاحِ على ثقافاتٍ وأفكارٍ مختلفةٍ دونما حاجةٍ للاِنتقالِ إليها، وهوما دَفعَ الأجيالُ الأحدَثُ الطامحةُ فى التغييرِ، أيًا كان، إلى التمُردِ على أوضاعِها وإلى تكوين تَجمُعاتٍ تتشاركُ الأفكارَ عبرَ الفضاءِ الإلِكتروني، ولو كانت فى اِتجاهٍ خاطئٍ. أولى خطواتِ الرفضِ هى الترويجُ لمسؤوليةِ الأكبرِ عن سوءِ الأحوالِ باِعتبارِه أسهلِ لهم من تغييرِ الواقعِ بالعَملِ الفِعلي. فى الدولِ التى تَتعدَدُ فيها وسائلُ التعبيرِ والتغييرِ دونما صراعاتٍ، تَنكَمِشُ نسبيًا مساحةَ رفضِ الأكبرِ وهو ما نشهدُه من تفاوتٍ كبيرٍ فى أعمارِ قياداتِ تلك الدولِ دون حساسياتٍ بين الأجيالِ.

التعليمُ ساحةٌ لاِلتقاءِ الأجيالِ خاصةً فيما يتعلقُ بالجامعاتِ ولجانِ مَجلِسِها الأعلى. لكن هناك من يَنتمون للأجيالِ الأكبَرِ من أعضاءِ هيئةِ التدريسِ دون أن يَعترفوا بدورةِ الزمنِ ووجوبِ تداولِ الكراسي؛ يَحتَلونَها لعقودٍ بالتَقلُبِ على كل الشعاراتِ. ألا يرفَعون، من بابِ بَرو العَتبِ، لافتةَ إتاحةِ الفرصةِ للشبابِ بدفعِ. صِبيانِهم هنا وهناك، لا أكثرَ؟؟ ومنهم من يَستَجدى الاِهتمامَ باِدعاءِ المواقفِ والاِستظرافِ على مواقعِ التواصلِ. أما الأجيالُ الأحدَثُ من أعضاءِ هيئةِ التدريسِ فيهم من يرون أن الأقدمَ مُجردُ سُلَمٍ يَتسَلقونَه ثم يَدفَعونَه بقدمِهم ما أن يَعلوا؛ أليسَ فى الجامعاتِ من لا يَستَحون من الجَهرِ بأن الأقدَمَ هم سَبَبُ المشاكلِ؟؟ كيف يؤتمن هؤلاء على مسؤوليةٍ ونفسيتُهم بهذا السوادِ وعقليتُهم بهذا التدنى تجاه الأكبرِ؟؟ بعضُهم يَضعُ قِناعَ الوفاءِ باِستهلاكِ مُفرداتٍ على نَمَطِ أستاذى ومُعَلمي؛ أما من يَستخدمون مواقعِ التواصلِ للنفاقِ وتأويلِ الاِحصاءاتِ فما أكثرُهم.

اِحتفالياتُ تكريمِ الأكبرِ تقليدٌ محمودٌ لو نأى عن التلميعِ. الشخصي، ولو نُحِى جانبًا كارِهوهم وهم قطعًا مَعروفون. أوجَدَت مواقعُ التواصلِ بيئةً رافضةً مُشَبَعةً بإلقاءِ تُهَمِ الإخفاقِ على كلِ ما هو أكبرِ، وهو ما يَكشِفُه التَنَمُرٍ فى الاتجاهاتُ الغالبةُ Trends والتعليقاتُ على أى منشورٍ Post.

الأخلاقياتُ المحترمةُ عندَ كثيرين من الأكبرِ والأصغرِ، لكن الرداءةَ عاليةُ الصوتِ وفيها من البجاحةِ مايَفتَحُ سِكَكًا، مع الأسف.

اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،

 أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة