النائب علاء عابد
النائب علاء عابد


إنتاج الأكاذيب «قميص عثمان»

أخبار اليوم

الجمعة، 11 أغسطس 2023 - 08:34 م

لم يتوقف إعلام جماعة «الإخوان» الإرهابية، طوال السنوات العشر الماضية، عن الترويج للأكذوبة التى ابتدعوها، واخترعوا تفاصيلها، وحاولوا الترويج لها محليًا ودوليًا، وهى استخدام أجهزة الأمن لما يسمونه «العنف المُفرط» لفض اعتصام رابعة العدوية، الذى وقع فى مثل هذه الأيام، وتحديدًا فى ١٤ أغسطس ٢٠١٣.

والآن، بعد مرور ١٠ أعوام على فض هذا الاعتصام المسلح، والبؤرة الإرهابية التى تشكلت من عناصر الجماعة فى قلب القاهرة، احتجاجًا على ثورة يونيو والإطاحة بحكم الرئيس المعزول محمد مرسي، أعادت الجماعة الإرهابية التذكير بالواقعة من خلال فيلم وثائقى عُرض مؤخرًا فى أحد المراكز الثقافية بالعاصمة البريطانية لندن، تحت اسم «ذكريات مذبحة».

جاء هذا الفيلم المٌفبرك ضمن الأكاذيب التى روّجت لها الجماعة عن فض الاعتصام، الذى كان وكرًا مسلحًا ومعسكرًا لإعداد وتأهيل كوادرٍ إرهابية. وعبثِا حاول الفيلم تزوير الواقع والحقائق، التى عاشها المجتمع المصري، وكان شاهد عيان عليها.

بدايةً، زعم «الإخوان» وأنصارهم من الشخصيات الأوروبية والمصرية المشبوهة، أن هذا الفيلم من إنتاج جهات حقوقية دولية، لإضفاء صفة الحياد عليه. ولكن الحقيقة أن الجهة المنتجة هى شركة تُسمى «نون مالتيميديا» تأسست عام ٢٠١٥، ويمتلكها الفلسطينى عبد الرحمن أبودية، أحد قيادات التنظيم الدولى للإخوان، المتزوج من يهودية مغربية، وهو شخصية غامضة، لا يسمح لأحدٍ على الإطلاق بالتقاط صورِ معه، أو تداول اسمه مطلقًا عبر وسائل الإعلام الإخوانية.

وعُرض هذا الفيلم على منصة «إيجيبت ووتش»، التى تأسست بتمويل مالى من التنظيم الدولى للجماعة فى لندن، فى فبراير ٢٠٢١، ويديرها المذيع الإخوانى أسامة جاويش، الذى يعمل فى فضائية «الحوار» المملوكة للجماعة، أى أن أول القصيدة كذب!

لذلك امتلكت الجماعة الارهابية  شركات تعمل على إنتاج أفلام وثائقية، غير أن الأفلام التى قدمتها الجماعة عبر وسائل إعلام مختلفة، يتوافر فيها جميعًا عنصر مشترك واحد، وهو قدرتها على تقديم روايات متحيّزة بشكل فج لأهداف التنظيم الدولي، مع العمل بكل السبل على تشًويه الحقائق وخلط الأوراق، مما يؤكد حجم الافتراءات الإعلامية التى تروّج لها الجماعة ليل نهار.

لم يتطرق الفيلم، مثلًا، من بعيد أو قريب، إلى «الممرات الآمنة» التى فتحتها قوات الأمن، لخروج المعتصمين الراغبين فى المغادرة بسلام، ودون أى مساءلة قانونية، قبل البدء بعملية الفض، الذى لم يبدأ فعليًا إلا بعد أن أطلق المعتصمون النار من بنادق آلية، واغتالوا عددًا من الضباط الذين استشهدوا دفاعًا عن حق هذا الوطن فى أن يعيش حرًا وآمنًا. 

وعمدت المخرجة البريطانية نيكى بولستر التى لا ترقى أيضًا فوق مستوى الشبهات، إلى تصوير المعتصمين وقتها باعتبارهم «مدنيين عُزّل»، وتجاهلت العنف الذى مارسه أعضاء الإخوان، من أجل إعادة إنتاج المظلومية الإخوانية الشهيرة.

وعند عرضه فى لندن، لاقى العمل المشبوه ردود فعل غاضبة من المصريين الشرفاء الحاضرين، والذين تم طردهم عنوة من قاعة العرض ضاربين بكل قيم حقوق الانسان وحرية الرأى والتعبير- التى طالما تشدقوا بها- عرض الحائط بعد ما اعترضوا على ما جاء فى العمل من شهادات ملفقة، وبعد تأكيدهم أن كل ما جاء فى الفيلم مزور وغير صحيح، وممول بأموال قذرة مصدرها غسل اموال الجماعة فى الخارج والتى جمعوها من أعمالهم المشبوهة والدنيئة 
والمثير للدهشة أن الفيلم تجاهل تمامًا الاعترافات التى أدلى بها فى السابق عدد من العناصر التابعة للإخوان، من بينهم: المدعو أحمد المغير، فتى خيرت الشاطر المدلل، حيث قال المغير بالحرف الواحد إن «الاعتصام كان مسلحًا».

وتم كذلك غضّ الطرف عن عشرات الأحكام القضائية التى صبت فى هذا الاتجاه، وعن أدلة كثيرة أثبتت إقدام الجماعة على استخدام العنف أولًا، ودون رحمة او هوادة.

ويجرى حاليًا الترويج للفيلم على منصات التواصل الاجتماعى بشكل كبير، من قِبل اللجان الإلكترونية للجماعة الإرهابية وأشياعها، وتسويقه على نطاق واسع فى دول غربية، لكى يصل إلى فئات عديدة من الجمهور، كمحاولة يائسه للتأثير فى توجهات الرأى العام الغربى.

وليس من المستبعد أن تسعى الجماعة إلى توظيف فيلم «فض اعتصام رابعة»، الذى تم تقديمه باللغة الإنجليزية، لإعادة تقديم نفسها إلى جهات سياسية وحقوقية أوروبية وأمريكية، من مصلحتها المساهمة فى تشويه صورة مصر فى المحافل الدولية، لأنها - ببساطة - استعادت دورها الإقليمى وثقلها السياسى الكبير.

ولا غرابة أن يدافع إعلاميو الجماعة المحظورة عن أكاذيب جماعتهم، وينصبون «قميص عثمان» أمام الرأى العام الغربي، للتباكى واستدرار التعاطف والحشد ضد مصر والمصريين.

إن الهدف من إنتاج مثل هذا الفيلم، فى هذه الظروف، هو محاولة هدم الدولة المصرية، والمساس بمقدرات هذا الوطن وأمنه واستقراره، ولكن هذا هو «عشم إبليس»، لأن المصريين كلهم يقفون صفًا واحدًا خلف قيادتهم السياسية الحكيمة، ووراء دولتهم المستقرة الآمنة، بعد أن جربوا حكم الإخوان سنة واحدة ذاقوا خلالها الأمريّن، ولن تذهب من ذاكرتهم أعمدة الدخان وأنهار الدماء التى أراقتها الجماعة الإرهابية أبدًا.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة