ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

أفعى بلا رأس

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 25 أغسطس 2023 - 08:23 م

مع احترامى للجدل حول الجهة المسئولة عن سقوط طائرة كانت تقل قائد مجموعة فاجنر، يفجينى بريجوجين ونائبه ديمترى اوتكين أرى ان القضية الأولى بالاهتمام هى مصير المجموعة ومآل الصراعات الضالعة فيها فى أكثر من 30 دولة.

فوفقاً للتقديرات يتراوح قوام مجموعة فاجنر التى تأسست عام 2014، بين 25 الى50 ألف مقاتل مرتزق من العناصر السابقة بالجيش الروسى والسجناء السابقين الذين تم استقدامهم للقتال فى اوكرانيا بمقابل مادى. وهى تضطلع بمهام مختلفة فى مناطق عدة، حيث تقوم بحراسة مناجم الذهب والألماس فى أفريقيا الوسطى والسودان.

وحقول النفط فى سوريا، وتحارب الجماعات المسلحة مع السلطات فى مالى، وتقاتل مع المتمردين فى النيجر ومع قوات الجنرال حفتر فى ليبيا، كذلك تنشط فى تجارة الخشب فى الكاميرون وتتواجد فى فنزويلا لتوفير الحماية لرئيس البلاد وتدريب قوات النخبة الفنزويلية وفى بيلاروسيا لحماية الحدود والتدريب ايضاً، بخلاف تواجدها فى عدة بلدان آسيوية من بينها: سيريلانكا..

هذا الانتشار لايخدم فقط النفوذ الروسى لكنه يساهم فى تأمين حصول موسكو على المواد الخام كالذهب والماس والمنجنيز والسيليكون واليورانيوم والأخشاب، وهو ما يطرح التساؤل حول مصير ذلك بعد الإطاحة برأس المجموعة؟ البعض يذهب للسيناريو الأسهل وهو تنصيب بديل لبريجوجين يحظى بمباركة الكرملين ويدين له بالولاء.

فيما يذهب الأغلبية لعدم إمكانية عودة المجموعة لسابق عهدها كذراع للسلطة الروسية بعد رسالة اغتيال بريجوجين الذى اعتمد فى جزء كبير من عمله على علاقاته الشخصية مع أمراء الحرب وقادة الانقلابات والسياسيين ورجال الأعمال الفاسدين. والحقيقة أن التقارير الأخيرة تفيد بالفعل برحيل المئات من مقاتلى فاجنر فى بيلاروسيا بسبب مستويات الأجور المنخفضة، وانتقال آخرين للعمل فى غرب إفريقيا.

وفى خضم الفوضى السائدة فى إفريقيا الغنية بالثروات أخشى ان تتحول القارة لمرتع لهؤلاء القتلة المأجورين الذين ساروا بلا رأس سياسى يوجههم ويحجمهم عند الحاجة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة