سليمان قناوى
سليمان قناوى


أفكار متقاطعة

حل الدولتين بدولة واحدة!

سليمان قناوي

الثلاثاء، 12 سبتمبر 2023 - 07:11 م

تقع أمريكا ومعظم دول الاتحاد الاوروبى فى تناقض كبير، اذ كثيرا ما تؤيد حل الدولتين: فلسطين واسرائيل، ثم لا تعترف الا بدولة واحدة هى دولة العدو. 139 دولة حتى الان تعترف بفلسطين، اى ان ما يزيد عن ثلثى اعضاء منظمة الامم المتحدة. تجدد الحديث عن ضرورة الاعتراف بدولة قلسطين، حين اعلن مهند العكلوك مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية، قبيل اجتماع وزراء خارجية الدول الاعضاء بالجامعة العربية، ان لجنة «دعم فلسطين رباعية المهام»، ستبحث عملية التحرك مع المجتمع الدولى بهدف حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة، وتوسيع الاعتراف بها. وعلى الرغم من الموقف المخزى لدولة السويد للسماح بحرق المصحف، الا انها من الدول المعترفة بفلسطين، ومعها ايضا من الدول الاوروبية كل من أوكرانيا وايسلندا وبولندا وبلغاريا وصربيا وروسيا بالطبع. ويظل الموقف الامريكى المنحاز لاسرائيل بعدم الاعتراف بفلسطين راسخا فى الذاكرة العربية، فاحداث التاريخ تؤكد ان واشنطن اعلنت اعترافها بدولة العدو بعد11 دقيقة فقط من تأسيسها عام 1948، ورغم تكرار تأييدها لحل الدولتين الا ان التاريخ القريب والبعيد يشهد ان امريكا استخدمت نفوذها وسطوتها المالية عام 1988 بعد اعتراف الجمعية العامة للامم المتحدة باستقلال فلسطين، لثنى دول العالم عن الاعتراف بالدولة الوليدة، بعد ان رأت ان عدد الدول التى اعترفت بفلسطين وصل عام 1989 الى 94 دولة، فقررت استخدام سيف العم سام وذهبه، بتسخير قانون المساعدات الخارجية، لترهيب اى دولة تسول لها نفسها الاعتراف بفلسطين، بحرمانها من المنح، او العكس الاغداق عليها بالمساعدات لكل من يكون مطية لواشنطن، ولم تتوقف عن استخدام نفس سلاح الترهيب ففى عام1989- حين قدمت جامعة الدول العربية مشروع قرار للجمعية العامة بالاعتراف رسميًا بمنظمة التحرير الفلسطينية كحكومة لدولة فلسطينية مستقلة - هددت مرة أخرى بوقف تمويلها للأمم المتحدة اذا ما جرى تصويت على المشروع، فاضطر العرب لسحبه. اليوم اذا ارادت واشنطن اثبات حسن النية نحو التنفيذ الفعلى لحل الدولتين، فعليها أن تتوقف عن استخدام سياسة السيف والذهب سواء مع الدول او المنظمات الدولية، كما يجب على الجامعة العربية ان تحث امريكا أن تفعل ما تقول بتطبيق حل الدولتين، بالاعتراف بالدولة الثانية، التى تؤكد واشنطن نفسها انه لا سلام بدون هذا الحل..  

كومبو 2 فى1 قد ينفع فى الوجبات السريعة، لكنه لا يجدى عند تطبيق حق تقرير المصير لدولة وشعب يحلم بها، هى فلسطين.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة