ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

هل أزٌفت الآزفة؟

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 15 سبتمبر 2023 - 06:26 م

هل اقتربت نهاية العالم؟ سؤال جال فى بالى واستدعى من ذاكرتى سلسلة الكوارث التى نشهدها منذ أكثر من عقد: بداية من ثورات الربيع العربى التى أفرزت إرهابا وفوضى وحروب مازال بعضها دائرًا، مروراً بجائحة كورونا ثم الحرب الأوكرانية وما أفرزته من أزمات اقتصادية وانتهاء بكوارث الطبيعة المتلاحقة التى تضرب العالم من فيضانات وأعاصير وحرائق وزلزال، وآخرها زلزال المغرب وإعصار ليبيا..

البعض قد يرى هذا إفراطاً فى التشاؤم خاصة وأن تاريخ الأرض يزخر بأمثلة متكررة لكل ما ذكرته من مآسى، والأجيال التى سبقتنا شهدت آلاف الحروب وعشرات الأوبئة القاتلة، ناهيك عن كل أشكال الكوارث الطبيعية.

نعم كل هذه الأحداث ضربت الأرض عشرات المرات على مدار تاريخها، لكن على فترات متباعدة. أما ما يسترعى الانتباه اليوم فليس مجرد تنوع الكوارث الأخيرة وشدتها لكن تلاحقها واتصالها الذى يمثّل فى عقيدتنا الإسلامية أحد علامات اقتراب الساعة، حيث يقول رسولنا الكريم: «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج»..

لو صح حدسى تكون البشرية بصدد قطع الأمتار الأخيرة لنهايتها وهى الأمتار التى ستقضيها فى نفق مظلم لا تكاد تتخطى فيه كارثة إلا وتتعثر فى أخرى، وما يحفز هذا السيناريو سلوكنا البشرى الذى يسير عكس الاتجاه ويتحرك مهرولاً نحو حتف الكوكب، فيختار الحرب بديلاً عن السلام، ويسرف فى أنشطته الصناعية المدمرة للبيئة ويتسابق لحيازة أسلحة الدمار الشامل النووية والكيماوية، ويتكاثر بشكل يعجّل من نضوب موارده ويستثمر علمه وامواله فى تصنيع الأوبئة وتخليق الكوارث بدلاً من التصدى لها!..

البعض قد يقول بأن هذا مقّدر «ولايمنع حذر من قدر». صحيح  لكن ألا يمكن الاستعانة ببعض الرشادة لإبطاء هذه الهرولة نحو النهاية.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة