ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

إلى متى؟

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 20 أكتوبر 2023 - 07:12 م

فى أحد الأزمنة وجد أسد قطيعاً من 3 ثيران؛ أسود وأحمر وأبيض، فأراد الهجوم عليهم فصدوه معاً وطردوه، ففكر الأسد بطريقة لاصطياد هذه الثيران، فذهب للثورين الأحمر والأسود وأقنعهما بأنه لا خلاف له معهما، وإنه يريد أكل الثور الأبيض كى لا يموت جوعاً، ففكر الثوران الأسود والأحمر؛ وتمكن منهما حب الراحة وعدم القتال فسمحا للأسد بالانفراد بالثور الأبيض وافتراسه. وبعد أيام قضاها شبعان، عاد الأسد مرة اخرى لإغراء الثور الأسود بتركه يأكل الثور الأحمر ليتمتع هو بالمرعى لوحده، فوافق وتركه يأكله، وبعد تحقيق ما أراد عاد الأسد بعد أيَّام وفى عَينيه نظرة أدرك منها الثورُ الأسوَد أنَّه لاحِقٌ بصاحِبَيه، ليصيح عندها: لقد أُكِلتُ يومَ أُكِل الثورُ الأبيض».

ألحت هذه القصة على خاطرى وأنا أرى إسرائيل تمحو غزة وتفترس الفلسطينيين، لن أقول وسط صمت دولى مشين، ولكن بتواطؤ أمريكى وغربى فاضح. فإدارة بايدن، شأنها شأن كل الإدارات التى سبقتها، واقعة بالكامل تحت سطوة اللوبى اليهودى، وترى فى دعمها الحالى لإسرائيل كارتًا انتخابىًا رابحًا فى ظل تدنى شعبية الرئيس، أما الغرب فوجد فى ذريعة حق إسرائيل فى حماية نفسها والرد على الهجوم الذى تعرضت له، فرصة للتخلص من صداع القضية الفلسطينية والتى يكشف استمرارها عوار شعاراتهم الجوفاء.

لذلك يقدم هؤلاء دعمًا سياسىًا وعسكرىًا مفتوحًا لإسرائيل ولا يكتفون بذلك بل يحاولون توريط العرب معهم إما بتكبيل أيديهم عن مساعدة إخوانهم او بتهويشهم بحاملات الطائرات والعتاد الامريكى او بمحاولة إجبارهم على ان يكونوا جزء من الحل من خلال مقترحات ترحيل الفلسطينيين لبلادهم.

من هنا قد ترى إسرائيل وحلفاؤها فى استمرار الحرب وسيلة للضغط على الضمير العربى لقبول خططهم، ناهيك عن تحقيق أهداف اسرائيل الاستراتيجية فى التخلص من شوكة غزة وتصفية القضية الفلسطينية.

وأتساءل هنا.. إلى متى يمكن ان تتحمل ضمائر شعوب العالم تقديم الفلسطينيين قربانًا لأهداف ساستهم؟ وهل سيظل العرب يتحملون هذه الاستفزازات حتى يأتى يوم يتحسرون فيه على تركهم الأسد يفترس الثور الأبيض؟


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة